٥٥١٩٠ - عن قتادة بن دعامة، أنّ سلمان جاءه رجلٌ، فقال: لا أستطيع قيام الليل. قال: إن كنت لا تستطيع قيام الليل فلا تعجز بالنهار. قال قتادة: ذُكِر لنا: أنّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «والذي نفس محمد بيده، إنّ في كل ليلة ساعة، لا يوافقها رجل مسلم يُصَلِّي فيها، يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إيّاه». قال قتادة: فأرُوا اللهَ مِن أعمالكم خيرًا في هذا الليل والنهار، فإنهما مطيتان تُقحمان الناس إلى آجالهم، تُقَرِّبان كل بعيد، وتُبْلِيان كل جديد، وتجيئان بكل موعود إلى يوم القيامة (¬٢). (١١/ ٢٠٢)
{لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (٦٢)}
قراءات:
٥٥١٩١ - عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ: {لِمَن أرادَ أن يَذَّكَّرَ} مشددة (¬٣). (١١/ ٢٠٣)
٥٥١٩٢ - عن إبراهيم النخعي أنه قرأ: «لِمَن أرادَ أن يَذْكُرَ» (¬٤) [٤٧٥٢]. (١١/ ٢٠٣)
تفسير الآية:
٥٥١٩٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح، وابن جريج- قوله: {لمن أراد أن يذكر} قال: يذَّكَّر نعمة ربه عليه فيهما، {أو أراد شكورا} قال: شكر نعمة
---------------
[٤٧٥٢] قال ابنُ جرير (١٧/ ٤٨٩) معلِّقًا على القراءتين: «قوله: {يذكر} قرأ ذلك عامة قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: {يذكر} مشددة، بمعنى: يتذكر. وقرأه عامة قرّاء الكوفيين: «يَذْكُرَ» مخففة؛ وقد يكون التشديد والتخفيف في مثل هذا بمعنًى واحد. يُقال: ذكرت حاجة فلان وتذكرتها. والقول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب فيهما».
_________
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧١٧.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأورد الثعلبي ٧/ ١٤٤ بعضه.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وهي قراءة العشرة ما عدا حمزة، وخلفًا العاشر، فإنهما قرآ: «أن يَذْكُرَ» بتخفيف الذال والكاف. انظر: النشر ٢/ ٣٣٤.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.