كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

٥٥٣٥٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن مهران- قال: قرأناها على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - سنين: {والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما}. ثم نزلت: {إلا من تاب وآمن}، فما رأيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَرِح بشيءٍ قطُّ فرَحَه بها، وفرحَه بـ {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} (¬١). (١١/ ٢١٩)

٥٥٣٥١ - عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير-: أنّ ناسًا مِن أهل الشرك قد قَتَلوا فأكثروا، وزَنَوْا فأكثروا، ثم أتوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إنّ الذي تقول وتدعو إليه لَحَسَنٌ، لو تُخْبِرُنا أنّ لِما عمِلنا كفارةً! فنزلت: {والذين لا يدعون مع الله الها آخر} الآية. ونزلت: {قل يا عبادي الذين أسرفوا} الآية [الزمر: ٥٣] (¬٢). (١١/ ٢١٣)

٥٥٣٥٢ - قال ابن جريج: وقال مجاهد مثل قول ابن عباس سواء (¬٣). (ز)

٥٥٣٥٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج، عن عطاء- قال: أتى وحشيٌّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد، أتيتك مُسْتَجِيرًا، فأجِرْني حتى أسمعَ كلام الله. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «قد كنتُ أُحِبُّ أن أراك على غير جِوار، فأمّا إذ أتيتني مُستجيرًا فأنت في جِواري حتى تسمعَ كلام الله». قال: فإنِّي أشركتُ بالله، وقتلت النفسَ التي حرم الله تعالى، وزنيت، هل يقبل الله مِنِّي توبةً؟ فصمتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل: {والَّذينَ لا يَدعونَ مَعَ اللهِ إلَهًا آَخَرَ ولا يَقتُلونَ النَفسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إلّا بِالحَقِّ ولا يَزنونَ} إلى آخر الآية، فتلاها عليه، فقال: أرى شرطًا، فلعلِّي لا أعمل صالحًا، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت: {إنَّ اللهَ لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ بِهِ ويَغفِرُ ما دونَ ذَلِكَ لَمَن يَشاءُ} [النساء: ٤٨، ١١٦]، فدعا به، فتلاها عليه، فقال: ولَعَلِّي مِمَّن لا يشاء، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت:
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ٢/ ٤٧٠ (٩٧٢)، والطبراني في الكبير ١٢/ ٢١٧ (١٢٩٣٥)، والثعلبي ٧/ ١٤٩.
قال ابن عدي في الكامل ٦/ ٣٤٣: «وهذا لا يرويه فيما أعلمُ عن علي بن زيد غيرُ عبيد الله بن عمر، ولا عن عبيد الله بن عمر غيرُ عبد الله بن رجاء». وقال الهيثمي في المجمع ٧/ ٨٤ (١١٢٤٠): «رواه الطبراني من رواية علي بن زيد عن يوسف بن مهران، وقد وُثِّقا، وفيهما ضعف، وبقية رجاله ثقات».
(¬٢) أخرجه البخاري (٤٨١٠)، ومسلم (١٢٢)، وأبو داود (٤٢٧٤)، والنسائي (٤٠١٥)، وابن جرير ١٧/ ٥٠٦، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٢٨، والحاكم ٢/ ٤٠٣ - ٤٠٤، والبيهقي (٧١٣٩). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٥٠٦.

الصفحة 181