{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا}
قراءات:
٥٥٥٠٤ - عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ} واحدة، «بِما صَبَرُواْ ويَلْقَوْنَ» خفيفة، منصوبة الياء (¬٢). (١١/ ٢٣٣)
تفسير الآية:
٥٥٥٠٥ - عن سهل بن سعد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، في قوله: {أولئك يجزون الغرفة
---------------
[٤٧٧٤] أفادت الآثار اختلاف السلف في تفسير قوله: {واجعلنا للمتقين إماما}؛ فقال بعضهم: معناه: اجعلنا أئمة هدىً يقتدي بنا مَن بعدنا. وقال آخرون: اجعلنا نأتم بالمتقين قبلنا: نأتم بهم، ويأتم بنا من بعدنا.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٧/ ٥٣٣) مستندًا إلى ظاهر الآية القول الأول، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنهم إنما سألوا ربهم أن يجعلهم للمتقين أئمة، ولم يسألوه أن يجعل المتقين لهم إمامًا».
وعلّق ابنُ عطية (٦/ ٤٦٤ بتصرف) على القول الأول، فقال: «و {إماما} قيل: هو مفرد اسم جنس، أي: اجعلنا يأتم بنا المتقون، وهذا لا يكون إلا أن يكون الداعي متقيًا قدوة، وهذا هو قصد الداعي، قال إبراهيم النخعي: لم يطلبوا الرياسة، بل أن يكونوا قدوة في الدين. وهذا حسن أن يطلب ويسعى له».
وقال ابنُ القيم (٢/ ٢٧٢ - ٢٧٣): «إمام بمعنى: قدوة، وهو يصلح للواحد والجمع، كالأمة والأسوة، وقد قيل: هو جمع آمم، كصاحب وصحاب، وراجل ورجال، وتاجر وتجار، وقيل: هو مصدر، كقتال وضراب، أي: ذوي إمام، والصواب الوجه الأول، فكل مَن كان من المتقين وجب عليه أن يأتم بهم، والتقوى واجبة، والائتمام بهم واجب، ومخالفتهم فيما أفتوا به مخالف للائتمام بهم».
_________
(¬١) علَّقه ابن جرير ١٧/ ٥٣٢.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
وهي قراءة متواترة، قرأ بها أبو بكر، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وقرأ بقية العشرة: {ويُلَقَّوْنَ} بضم الياء، وفتح اللام، وتشديد القاف، و {الغُرْفَةَ} على الإفراد قراءة العشرة. انظر: النشر ٢/ ٣٣٤، والإتحاف ٤١٩.