كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

بما صبروا}، قال: «الغرفة مِن ياقوتة حمراء، أو زبرجدةٍ خضراء، أو دُرَّةٍ بيضاء، ليس فيها فَصْمٌ (¬١)، ولا وصْمٌ (¬٢)» (¬٣). (١١/ ٢٣٢)

٥٥٥٠٦ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله: {أولئك}: يعني: الذين في هؤلاء الآيات {يجزون} يعني: في الآخرة {الغرفة} الجنة {بما صبروا} على أمر ربهم (¬٤). (١١/ ٢٣٣)

٥٥٥٠٧ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله: {أولئك يجزون الغرفة}، قال: الجنة (¬٥). (١١/ ٢٣٢)

٥٥٥٠٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، مثل ذلك (¬٦). (ز)

٥٥٥٠٩ - عن أبي جعفر الباقر -من طريق أبي حمزة الثمالي- في قوله: {أولئك يجزون الغرفة} قال: الغرفة: الجنة، {بما صبروا} على الفقر في دار الدنيا (¬٧) [٤٧٧٥]. (١١/ ٢٣٢)
---------------
[٤٧٧٥] ذكر ابنُ القيم هذا القول، ثم رجّح -مستندًا لدلالة العقل- أنّ الصبر عامٌّ على طاعة الله وعن معصيته، فقال: «أما الاية فالصبر فيها يتناول صبر الشاكر على طاعته، وصبره عن مصيبته، وصبر المبتلى بالفقر وغيره على بلائه، ولو كان المراد بها الصبر على الفقر وحده لم يدل رجحانه على الشكر؛ فإنّ القرآن كما دل على جزاء الصابرين دل على جزاء الشاكرين أيضًا، كما قال تعالى: {وسنجزى الشاكرين} [آل عمران: ١٤٥]، {وسيجزى الله الشاكرين} [آل عمران: ١٤٤]، بل قد أخبر أنّ رِضاه في الشكرِ، ورضاهُ أكبر مِن جزائه بالجنات وما فيها، وإذا جزى الله الصابرين الغرفة بما صبروا لم يدلَّ ذلك على أنّه لا يجزى الشاكرين الغرفة بما شكروا».
_________
(¬١) الفَصْمُ: أن يَنصَدع الشَّيْءُ فلا يَبِين. النهاية (فصم).
(¬٢) الوَصْم: الصدع والعيب. اللسان (وصم).
(¬٣) أورده الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ٣/ ٩٣، من طريق صالح بن محمد، قال: حدثنا سليمان بن عمرو، عن أبي حازم، عن سهل به. كما في التذكرة للقرطبي ٢/ ٩٦٣.
إسناده تالف؛ فيه صالح بن محمد الترمذي، قال ابن حبان: «دجال من الدجاجلة». وقال أيضًا: «لا يحل كتب حديثه ... وكان الحميدي يقنت يدعو عليه بمكة، وإذا ذكره إسحاق بن راهويه بكى مِن تَجَرُّئه على الله تعالى». كما في اللسان لابن حجر ٤/ ٢٩٦. وفيه أيضًا شيخه: سليمان بن عمرو، وهو أبو داود النخعي الكذاب، قال أحمد: «كان يضع الحديث». وقال ابن معين: «كان أكذب الناس». وقال البخاري: «متروك». رماه قتيبة وإسحاق بالكذب. كما في اللسان لابن حجر ٤/ ١٦٣.
(¬٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٤٣ - ٢٧٤٤. وعلَّقه عقِب الأثر (١٥٤٩٥، ١٥٤٩٦).
(¬٥) أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/ ١٢٦، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٤٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٦) علَّقه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٤٣.
(¬٧) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٨/ ٢٩٧، وابن أبي الدنيا في كتاب الصبر -كما في موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٤/ ٢٦ (٢٨) -. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٤٣ - ٢٧٤٤.

الصفحة 212