كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

أن تواضع. فقال: يا رضوان، لا حاجة لي فيها. فنُودي: أن أرفع بصرك. فرفع، فإذا السموات فتحت أبوابها إلى العرش، وبدت جنةُ عدن، فرأى منازلَ الأنبياءَ، وعَرَفَهم، وإذا منازله فوق منازل الأنبياء، فقال: «رضيتُ». ويرون أنّ هذه الآية أنزلها رضوان: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك} الآية (¬١). (١١/ ١٣٨)

٥٤٤٠١ - عن عبد الله بن عباس، قال: بينما جبريلُ عِند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: هذا ملَك يَتَدَلّى مِن السماء، لم يهبط إلى الأرض قطُّ قبلها، استأذن ربَّه في زيارتِك، فأذِن له. فلم يلبث أن جاء فقال: السلام عليك، يا رسول الله. قال: «وعليك السلام». قال: إنّ الله يُخَيِّرك إن شئتَ أن يُعطِيَك مِن خزائن كلِّ شيء ومفاتيح كل شيء لَم يُعْطَ أحدٌ قبلك، ولا يُعطيه أحدًا بعدك، ولا ينقصك مما ذَخَرَ لك عنده شيئًا. فقال: «لا، بل يجمعهما لي في الآخرة جميعًا». فنزلت: {تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك} (¬٢). (١١/ ١٣٩)

٥٤٤٠٢ - عن خيثمة -من طريق حبيب بن أبي ثابت- قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن شئتَ أعطيناك خزائنَ الأرض ومفاتيحَها ما لم يُعْطَ نبيٌّ قبلك، ولا يُعطاه أحدٌ بعدك، ولا يُنقِصك ذلك مما لك عند الله شيئًا، وإن شئتَ جمعتها لك في الآخرة. قال: «اجمعوها لي في الآخرة». فأنزل الله: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} (¬٣). (١١/ ١٣٩)

٥٤٤٠٣ - قال مقاتل بن سليمان: نزل في قولهم: {لولا أنزل إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها}، فقال -تبارك وتعالى-: {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} (¬٤). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه الواحدي في أسباب النزول ص ٣٣٢ - ٣٣٣، والثعلبي ٧/ ١٢٤ - ١٢٥، من طريق جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(¬٣) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١١/ ٥٠٩ - ٥١٠، وحماد بن إسحاق في تركة النبي ص ٤٧، وابن جرير ١٧/ ٤٠٧ موقوفًا على حبيب، وإسحاق البستي في تفسيره ص ٤٩٩ - ٥٠٠، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٦. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه. وهو مرسل.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٢٨.

الصفحة 23