كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

إلا نفسي. ويقول موسى: بمناجاتي لا أسألك إلا نفسي. ويقول عيسى: بما أكرمتني لا أسألك إلا نفسي، لا أسألك مريم التي ولدتني. ومحمد - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أُمَّتي أُمَّتي، لا أسألك اليوم نفسي». فيجيبه الجليلُ جل جلاله: إنّ أوليائي مِن أُمَّتك لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، فوَعِزَّتي، لَأُقِرَّنَّ عينَك في أُمَّتك. ثم تقف الملائكةُ بين يدي الله تعالى ينتظرون ما يُؤمَرون (¬١). (١١/ ١٤٣)

٥٤٤٣٢ - عن عبيد بن عمير -من طريق مجاهد- في قوله: {سمعوا لها تغيظا وزفيرا}، قال: إنّ جهنم لَتَزْفِر زَفْرَةً، لا يبقى ملَك مُقَرَّب ولا نبيٌّ مُرسَل إلا ترعد فَرائِصُه، حتى إنّ إبراهيم - عليه السلام - ليجثو على ركبتيه ويقول: يا ربِّ، لا أسألك اليومَ إلا نفسي (¬٢). (١١/ ١٤٢)

٥٤٤٣٣ - عن مغيث بن سمي -من طريق أبي سفيان- قال: ما خلق الله مِن شيء إلا وهو يسمع زفيرَ جهنم غُدوةً وعَشِيَّةً، إلا الثقلين الذين عليهم الحساب والعقاب (¬٣). (١١/ ١٤٢)

٥٤٤٣٤ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: {سمعوا لها تغيظًا وزفيرا}، قال: الزفير: الصوت؛ تَغَيُّظًا عليهم (¬٤). (ز)

٥٤٤٣٥ - قال مقاتل بن سليمان: {سمعوا لها} مِن شِدَّة غضبها عليهم {تغيظا وزفيرا} يعني: آخر نهيق الحمار (¬٥). (ز)

٥٤٤٣٦ - عن العطّاف بن خالد، قال: يُؤتى بجهنم يومئذ يأكل بعضها بعضًا، يقودها سبعون ألف ملَك، فإذا رأت الناسَ -فذلك قوله: {إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا} - زفرت زفرةً، لا يبقى نبيٌّ ولا صدِّيق إلا بَرَك لركبتيه، ويقول: يا ربِّ، نفسي نفسي. ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُمَّتي أُمَّتي» (¬٦). (١١/ ١٤٢)

٥٤٤٣٧ - قال يحيى بن سلَّام: قوله: {سمعوا لها تغيظا} عليهم، {وزفيرا} صوتًا (¬٧). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٥/ ٣٧٢ - ٣٧٤، ٨/ ٢٧٩.
(¬٢) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٦٧، وابن جرير ١٧/ ٤٠٩ - ٤١٠، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬٣) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (١١٨٠).
(¬٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٨.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٢٨.
(¬٦) عزاه السيوطي إلى ابن وهب في الأهوال.
(¬٧) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٤٧١.

الصفحة 30