كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

{لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (١٤)}

٥٤٤٥٢ - عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ أولَ مَن يُكْسى حُلَّةً مِن النار إبليس، فيضعها على حاجبيه، ويسحبها مِن خلفه، وذريته مِن بعده، وهو ينادي: يا ثُبُوراه. ويقولون: يا ثبورهم. حتى يقف على النار، فيقول: يا ثبوراه. ويقولون: يا ثبورهم. فيقال لهم: {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}» (¬١). (١١/ ١٤٥)
٥٤٤٥٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا}، يقول: لا تدعوا اليوم ويلًا واحدًا، وادعوا ويلًا كثيرًا (¬٢). (١١/ ١٤٤)

٥٤٤٥٤ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- {دعوا هناك ثبورا}، قال: {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}. فقيل لهم: لا تدعوا اليوم بهلاك واحد، ولكن ادعوا بهلاك كثير (¬٣) [٤٧١٠]. (١١/ ١٤٤)
---------------
[٤٧١٠] اختُلِف في معنى: «الثبور» على قولين: الأول: أنه الويل. الثاني: أنه الهلاك.
وقد ذكرهما ابنُ جرير (١٧/ ٤١٠ - ٤١١)، ثم علَّق عليهما بقوله: «والثبور في كلام العرب أصله: انصراف الرجل عن الشيء. يُقال منه: ما ثبرك عن هذا الأمر؟ أي: ما صرفك عنه؟ وهو في هذا الموضع دعاء هؤلاء القوم بالندم على انصرافهم عن طاعة الله في الدنيا، والإيمان بما جاءهم به نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى استوجبوا العقوبة منه، كما يقول القائل: واندامتاه، واحسرتاه على ما فرَّطت في جنب الله».
وذكر ابنُ كثير (١٠/ ٢٩٠) قول ابن عباس، والضحاك، ثم جمع بين القولين مستندًا إلى النظائر، فقال: «والأظهر أن الثبور يجمع الهلاك والويل والخَسار والدَّمار، كما قال موسى لفرعون: {وإنِّي لأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}، أي: هالكًا».
_________
(¬١) أخرجه أحمد ٢٠/ ١٤ - ١٥ (١٢٥٣٦)، ٢٠/ ٢٩ (١٢٥٦٠)، ٢١/ ٢١٩ (١٣٦٠٣)، وابن جرير ١٧/ ٤١٢، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٩ (١٥٠١١)، والثعلبي ٧/ ١٢٦.
قال البزار ١٤/ ٢٠ (٧٤١٦): «وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا أنس، ولا نعلم رواه عن علي بن زيد إلا حماد بن سلمة». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٩٢ (١٨٦١١): «رواه أحمد، والبزّار، ورجالهما رجال الصحيح، غير علي بن زيد، وقد وُثِّق». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٨/ ٢١٠ - ٢١١ (٧٨٠٣): «رواه أبو بكر بن أبي شيبة، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل، وعبد بن حميد، ومدار أسانيدهم على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٣/ ٢٨٠ (١١٤٣): «ضعيف».
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٤١١، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٩، كما أخرجه ابن جرير ١٧/ ٤١١ من طريق عبيد بلفظ: الثبور: الهلاك، ومثله إسحاق البستي في تفسيره ص ٥٠٠.

الصفحة 33