كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

(غَلَبَتْ)؟ قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {غُلِبَتِ الرُّومُ} (¬١). (١١/ ١٤٧)

٥٤٤٩٣ - عن أبي الضُّحى، قال: قرأ رجل عند علقمة: «ما كانَ يَنبَغِي لَنا أن نُّتَّخَذَ مِن دُونِكَ» برفع النون ونصب الخاء. فقال علقمة: {أن نَّتَّخِذَ} بنصب النون وخفض الخاء (¬٢). (١١/ ١٤٧)

٥٤٤٩٤ - عن أبي الضُّحى، عن علقمة، قال: سألني رجلٌ عن قوله -تبارك اسمه-: «قالُواْ سُبْحانَكَ ما كانَ يَنبَغِي لَنا أن نُّتَّخَذَ مِن دُونِكَ مِن أوْلِيَآءَ». فلولا الحياءُ لأمرتُ به أن يُقام. وقرأ: {ما كانَ يَنبَغِي لَنَآ أن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِن أوْلِيَآءَ} (¬٣). (ز)

٥٤٤٩٥ - عن يعقوب، قال: وكان أبو عبيد [حفص بن حميد] قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي، وكان يقرأ: «سُبْحانَكَ ما كانَ يَنبَغِي لَنا أن نُّتَّخَذَ مِن دُونِكَ مِن أوْلِيَآءَ» مضمومة النون مفتوحة الخاء، وذكر الأحرف (¬٤). (ز)

٥٤٤٩٦ - عن سعيد بن جبير أنّه كان يقرؤها: «ما كانَ يَنبَغِي لَنَآ أن نُّتَّخَذَ مِن دُونِكَ» برفع النون، ونصب الخاء (¬٥). (١١/ ١٤٧)

٥٤٤٩٧ - قال يحيى بن سلَّام: وبعضهم يقرأها: «أن نُّتَّخَذَ مِن دُونِكَ مِن أوْلِيَآءَ» يعبدوننا من دونك (¬٦) [٤٧١٤]. (ز)
---------------
[٤٧١٤] اختلفت القَرَأَة في قراءة قوله تعالى: {نَتَّخِذَ} على قراءتين: الأولى: {نَتَّخِذَ} بفتح النون، وكسر الخاء. الثانية: «نُتَّخَذ» بضم النون، وفتح الخاء.
وذكر ابنُ عطية (٦/ ٤٢٥) أن أصحاب القراءة الأولى «ذهبوا بالمعنى إلى أنه مِن قول مَن يعقل، وأنّ هذه الآية بمعنى التي في سورة سبأ [٤٠ - ٤١]: {ويَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أهؤُلاءِ إيّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ * قالُوا سُبْحانَكَ أنْتَ ولِيُّنا مِن دُونِهِمْ}، وكقول عيسى - عليه السلام -: {ما قُلْتُ لَهُمْ إلّا ما أمَرْتَنِي بِهِ} [المائدة: ١١٧]». ووجَّه ابنُ عطية القراءة الأولى بقوله: «و {مِن أوْلِياءَ} -على هذه القراءة- في موضع المفعول به». وعلَّق على أصحاب القراءة الثانية بقوله: «وتذهب هذه مذهب مَن يرى أن المُوقَف المُجيبَ الأوثان». ثم انتقدها قائلًا: «ويضعف هذه القراءة دخول {مِن} في قوله: {مِن أوْلِياءَ}، اعترض بذلك سعيد بن جبير، وغيره».
_________
(¬١) أخرجه الحاكم ٢/ ٢٧٠ (٢٩٧٢، ٢٩٧٣).
قال الحاكم في الموضع الثاني: «لم نكتب الحديثين إلا بهذا الإسناد، إلا أنّ محمد بن سعيد الشامي ليس من شرط الكتاب». وقال الذهبي في التلخيص: «محمد بن سعيد هو المصلوب، هالِكٌ، وبكر بن خنيس متروك». وقال السيوطي: «أخرج الحاكمُ وابن مردويه بسند ضعيف عن عبد الرحمن بن غنم ... ». وقال ابن حجر في إتحاف المهرة ١٣/ ٢٦٤ عقب كلام الحاكم: «فقد تناقض قوله، فكأنه في الأول ما عرفه؛ فصحّح حديثه على الاحتمال، ثم عرفه فقال ما قال».
و «أن نُتَّخَذَ» بضم النون وفتح الخاء مبنيًا للمجهول قراءة متواترة، قرأ بها أبو جعفر، وقرأ بقية العشرة: {أن نَّتَّخِذَ} بفتح النون والخاء مبنيًّا للمعلوم، و {غُلِبَتِ الرُّومُ} بضم الغين وكسر اللام مبنيًا للمجهول هي قراءة العشرة. انظر: النشر ٢/ ٣٣٣، والإتحاف ص ٤١٦.
(¬٢) عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد.
(¬٣) أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص ٥٠٢.
(¬٤) أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ١/ ٣٠٠.
(¬٥) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٦) تفسير يحيى بن سلام ١/ ٤٧٣.

الصفحة 40