كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

{ليبلوني أأشكر أم أكفر}: أشكر على العرش إذ أتيت به في سرعته، أم أكفر إذ رأيت مَن هو أعلم مني في الدنيا (¬١). (ز)

٥٧٤٥٤ - قال يحيى بن سلّام: {فلما رآه} سليمان {مستقرا عنده} كأنه وقع في نفسه مثل الحسد، ثم فكر، قال: أليس هذا الذي قدر على ما لم أقدر عليه مُسَخَّرًا لي؟ {هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر} ... يعني: أأشكر نعمته، أي: أم أكفرها (¬٢). (ز)


{وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠)}
٥٧٤٥٥ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {ليبلوني أأشكر أم أكفر}، قال: لا، واللهِ، ما جعله فخرًا ولا بَطَرًا ولا أشَرًا، ولكن جعله شُكرًا وذِكرًا وتواضعًا لله (¬٣). (ز)

٥٧٤٥٦ - تفسير إسماعيل السُّدِّيّ: {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} يتجاوز ويصفح (¬٤). (ز)
٥٧٤٥٧ - قال مقاتل بن سليمان: فعزم الله - عز وجل - له على الشكر، فقال - عز وجل -: {ومن شكر} في نِعَمِه {فإنما يشكر لنفسه} يقول: فإنما يعمل لنفسه، {ومن كفر} النعم {فإن ربي غني} عن عبادة خلقه {كريم}. مثلها في لقمان [١٢]: {فإن الله غني حميد} (¬٥). (ز)

٥٧٤٥٨ - عن زهير بن محمد التميمي العنبري -من طريق الوليد- في قول الله: {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه}، قال: ثم عزم الله له على الشكر، فقال: {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني} (¬٦). (ز)

٥٧٤٥٩ - عن سفيان بن عيينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله: {ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم}، قال: سبَّح قبلها، ولم يأشر، ولم يبطر، لو لم يقلها لساخَتْ (¬٧) به الأرض (¬٨). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٨٩.
(¬٢) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٤٥، فيه تقديم وتأخير بتصرف يسير.
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٨٩.
(¬٤) علَّقه يحيى بن سلام ٢/ ٥٤٥.
(¬٥) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣٠٨.
(¬٦) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٨٩.
(¬٧) ساخ في الأرض: إذا دَخَل فيها. النهاية (صيخ).
(¬٨) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٨٩.

الصفحة 534