كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

{وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٤)}

٥٧٥٢٨ - عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق محمد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم- قال: ... فلمّا وقفت على سليمان دعاها إلى عبادة الله، وعاتبها في عبادتها الشمسَ دون الله، فقالت بقول الزنادقة، فوقع سليمانُ ساجدًا إعظامًا لِما قالت، وسجد معه الناس، وسقط في يديها حين رأت سليمان صنع ما صنع، فلمّا رفع سليمانُ رأسَه قال: ويحكِ، ماذا قلتِ؟ قال: وأنسيت ما قالت، فقالت: {رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين}. وأسلمت، فحسن إسلامها (¬١). (ز)
٥٧٥٢٩ - عن يزيد بن رومان -من طريق محمد بن إسحاق-، مثله (¬٢). (ز)

٥٧٥٣٠ - قال مقاتل بن سليمان: {وأسلمت} يعني: أخلصت {مع سليمان} بالتوحيد {لله رب العالمين}. خرَّت لله - عز وجل - ساجدة، وتابت إلى الله - عز وجل - مِن شِرْكها (¬٣). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٥٧٥٣١ - عن عون بن عبد الله بن عتبة، أنّ أباه سُئِل: هل كان سليمان تزوج المرأة صاحبة سبأ؟ فقال: عهدي بها وهي تقول: {وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} (¬٤). (ز)

آثار مطولة في القصة
٥٧٥٣٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء بن السائب، عن مجاهد- قال: كان سليمان بن داود - عليه السلام - إذا أراد سفرًا قَعَد على سريره، ووُضِعت الكراسي يمينًا وشمالًا، فيُؤذَن للإنس عليه، ثم أذن للجن عليه بعد الإنس، ثم أذن للشياطين بعد الجن، ثم أرسل إلى الطير فتُظِلّهم، ثم أمر الريح فحملتهم وهو على سريره، والناس على الكراسي، والطير تظلهم، والريح تسير بهم، غدوها شهر ورواحها شهر، رخاء
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٨١.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٩٦.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣٠٩ - ٣١٠.
(¬٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٨٩٦. وفي تفسير البغوي ٦/ ١٦٨: قال عون بن عبد الله: سأل رجلٌ عبدَ الله بن عتبة: هل تزوجها سليمان؟ قال: انتهى أمرها إلى قولها: {وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين}. يعني: لا علم لنا وراء ذلك.

الصفحة 547