كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

ذكرهم الله في القرآن: {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون}، وقرأ إلى قوله: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون}، فأصبحوا مِن تلك الليلة التي انصرفوا عن صالح وجوههم مصفرة، فأيقنوا بالعذاب، وعلموا أنّ صالحًا صدقهم (¬١). (ز)
٥٧٥٨٩ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ومكروا مكرا ومكرنا مكرا}، قال: احتالوا لأمرهم، واحتال الله لهم، مكروا بصالح مكرًا، ومكرنا بهم مكرًا وهم لا يشعرون بمكرنا، وشعرنا بمكرهم. قالوا: زعم صالح أنه يفرغ منا إلى ثلاث، فنحن نفرغ منه وأهله قبل ذلك. وكان له مسجد في الحِجْر في شِعْبٍ يصلي فيه، فخرجوا إلى كهف، وقالوا: إذا جاء يصلي قتلناه، ثم رجعنا إذا فرغنا منه إلى أهله، ففرغنا منهم. وقرأ قول الله -تبارك وتعالى-: {قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله، ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله، وإنا لصادقون}. فبعث الله صخرة من الهضب حيالهم، فخشوا أن تشدخهم، فبادروا الغار، فطبقت الصخرة عليهم فمَ ذلك الغار، فلا يدري قومهم أين هم؟ ولا يدرون ما فعل بقومهم؟ فعذب الله -تبارك وتعالى- هؤلاء هاهنا، وهؤلاء هنا، وأنجى الله صالحًا ومَن معه (¬٢). (ز)

٥٧٥٩٠ - قال يحيى بن سلّام: {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم} بالصخرة، {وقومهم أجمعين} بعد ذلك بالصيحة (¬٣). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٥٧٥٩١ - عن علي بن أبي طالب -من طريق شِمْر بن عطية، عن رجل- قال: المكر غدر، والغدر كفر (¬٤). (ز)


{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ}
٥٧٥٩٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- في قول الله: {فتلك
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٤/ ٤٦٠ (١٣٦) -.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٩٣، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٠٢ - ٢٩٠٣ من طريق أصبغ.
(¬٣) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٥٢.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٩٣.

الصفحة 565