كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

إله، وهذا استفهام على إنكار (¬١) [٤٨٩٥]. (ز)


{بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (٦٠)}
٥٧٦٥٢ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {يعدلون}، قال: يُشرِكون (¬٢). (٦/ ١٤)

٥٧٦٥٣ - عن قتادة بن دعامة: {بل هم قوم يعدلون}، قال: يُشرِكون (¬٣). (١١/ ٣٩٠)
٥٧٦٥٤ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال تعالى: {بل هم قوم يعدلون}، يعني:
---------------
[٤٨٩٥] قال ابنُ القيم (٢/ ٢٤٨): «الصحيح من القولين في تقدير الآية: أإله مع الله فَعَلَ هذا؟ حتى يتم الدليل، فلا بد من الجواب بـ» لا «، فإذا لم يكن معه إله فَعَلَ كفِعْلِه فكيف تعبدون آلهة أخرى سواه؟! فعلم أن إلهية ما سواه باطلة، كما أن ربوبية ما سواه باطلة بإقراركم وشهادتكم. ومن قال: المعنى: هل مع الله إله آخر؟. من غير أن يكون المعنى:» فَعَلَ هذا «فقوله ضعيف؛ لوجهين: ? أحدهما? {ع}: أنهم كانوا يقولون: مع الله آلهة أخرى، ولا ينكرون ذلك.? الثاني? {ع}: أنه لا يتم الدليل، ولا يحصل إفحامهم وإقامة الحجة عليهم إلا بهذا التقدير، أي: فإذا كنتم تقولون: إنه ليس معه إله آخر فعل مثل فعله. فكيف تجعلون معه إلهًا آخر لا يخلق شيئًا وهو عاجز؟! وهذا كقوله: {أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار} [الرعد: ١٦]، وقوله: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} [لقمان: ١١]، وقوله: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} [النحل: ١٧]، وقوله: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} [النحل: ٢٠]، وقوله: {واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} [الفرقان: ٣]، وهو كثير في القرآن، وبه تتِمُّ الحُجَّة كما تبيَّن».
وبنحوه قال ابنُ تيمية (٥/ ٦٥ - ٦٧).
وبيَّنَ ابنُ كثير (٦/ ٤٢٠) أنّ القول الأول يرجع إلى معنى الثاني، وقال مُعلِّلًا ذلك: «لأن تقدير الجواب أنهم يقولون: ليس ثَمَّ أحد فَعَلَ هذا معه، بل هو المتفرد به. فيُقال: فكيف تعبدون معه غيره وهو المستقِلّ المتفرد بالخلق والتدبير؟ كما قال: {أفمن يخلق كمن لا يخلق} [النحل: ١٧]».
_________
(¬١) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٥٥.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٩/ ١٤٨، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٦٠، ٩/ ٢٩٠٨. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.

الصفحة 575