كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

حيث يلتقيان، فيخرجه مِن ثَمَّ، ثُمَّ ينشره، فيبسطه في السماء كيف يشاء، ثم يفتح أبواب السماء ليسيل الماءُ على السحاب بعد ذلك، {بين يدي رحمته} أمّا رحمته فهو المطر. وفي لفظ: ينشر السحاب بين يدي المطر (¬١). (ز)

٥٧٦٩٢ - قال مقاتل بن سليمان: {ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته}، يقول: يبسط السحاب قُدّام المطر. كقوله في «عسق»: {ويَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} [الشورى: ٢٨]، يعني: ويبسط رحمته بالمطر (¬٢). (ز)

٥٧٦٩٣ - قال يحيى بن سلّام: {ومن يرسل الرياح بشرا} يعني: مُلَقِّحات للسحاب {بين يدي رحمته} بين يدي المطر، وهو على الاستفهام، يقول: أمَن يفعل هذا خيرٌ أو أوثانهم؟! وهذا تبع لقوله: {ءالله خير أما يشركون} أي: أنّ الله خير مِن أوثانهم (¬٣). (ز)


{أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٦٣)}
٥٧٦٩٤ - قال مقاتل بن سليمان: {أإله مع الله} يُعِينُه على صنعه - عز وجل -، ثم قال: {تعالى الله} يعني: ارتفع الله، يُعَظِّم نفسه جل جلاله {عما يشركون} به مِن الآلهة (¬٤). (ز)

٥٧٦٩٥ - قال يحيى بن سلّام: {أإله مع الله} على الاستفهام، أي: ليس معه إله، {تعالى الله} ارتفع {عما يشركون} يُنَزِّه نفسَه عما يُشركون به (¬٥). (ز)


{أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}
٥٧٦٩٦ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال تعالى: {أمن يبدؤا الخلق ثم يعيده}، يقول: مَن بدأ الخلق فخَلَقهم، ولم يكونوا شيئًا، ثم يعيده في الآخرة (¬٦). (ز)

٥٧٦٩٧ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {أمن يبدأ الخلق ثم يعيده}، يعني:
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ٩/ ٢٩١٠ - ٢٩١١.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣١٤.
(¬٣) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٥٧.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣١٤.
(¬٥) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٥٨.
(¬٦) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣١٤.

الصفحة 581