كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

البعث (¬١) [٤٨٩٧]. (ز)


{وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}
٥٧٦٩٨ - قال مقاتل بن سليمان: {ومن يرزقكم من السماء} يعني: المطر، {والأرض} يعني: النبت، {أإله مع الله} يعينه على صنعه - عز وجل -؟ (¬٢). (ز)

٥٧٦٩٩ - قال يحيى بن سلّام: قوله: {ومن يرزقكم من السماء والأرض} وهو على الاستفهام، يقول: أمَن يفعل هذا خير أو أوثانهم؟ وهذا تبع لقوله: {ءالله خير أما يشركون}، أي: أنّ الله خير من أوثانهم، {أإله مع الله} على الاستفهام، أي: ليس معه إله (¬٣). (ز)

آثار متعلقة بالآية:
٥٧٧٠٠ - عن أبي ثعلبة الخُشني، عن أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه قال: «إنّ الله - عز وجل - بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، وكائنًا خلافة ورحمة، وكائنًا مُلكًا عَضوضًا، وكائنًا عَنوة وجَبريَّة وفسادًا في الأرض؛ يستحلِّون الفروج، والخمور، والحرير، ويُنصَرون على ذلك، ويُرزقون أبدًا حتى يلقوا الله» (¬٤). (ز)


{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٦٤)}
٥٧٧٠١ - عن أبي العالية الرِّياحِي -من طريق الربيع-: {هاتوا برهانكم} أي:
---------------
[٤٨٩٧] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٥٥٢) أنّ المراد بـ {الخَلْقَ} هنا: المخلوق مِن جميع الأشياء، لكن المقصود: بنو آدم؛ من حيث ذكر الإعادة، والبعث من القبور، ثم أورد احتمالًا آخر، فقال: «ويحتمل أن يريد بـ {الخَلْقَ} مصدر: خلَق يخلق، ويكون {يَبْدَأ} و» يُعِيدُ «استعارة للإتقان والإحسان: كما تقول: فلان يبدي ويعيد في أمر كذا وكذا؛ أي: يتقنه».
_________
(¬١) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٥٨.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣١٥.
(¬٣) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٥٨.
(¬٤) أخرجه الطيالسي ١/ ١٨٤ (٢٢٥)، والطبراني في الكبير ٢٠/ ٥٣ (٩١ - ٩٢)، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩١٢ (١٦٥٣٠)، ولفظه: «ليكونن في الأرض فساق في الأمة يستحلون الفروج ... » الحديث.
قال الهيثمي في المجمع ٥/ ١٨٩ (٨٩٦٢): «فيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، ولكنه مُدَلِّس، وبقية رجاله ثقات». وقال الألباني في الضعيفة ٧/ ٥٦ (٣٠٥٥): «مُنكَر بهذا التمام».

الصفحة 582