كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

٥٧٧١٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- «بَلْ أدْرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ»، يقول: غاب علمهم (¬١). (١١/ ٣٩٥)

٥٧٧١٥ - عن مجاهد بن جبر -من طريق عثمان بن الأسود- أنّه قرأ: (أمْ أدْرَكَ عِلْمُهُمْ) (¬٢). (ز)

٥٧٧١٦ - عن مجاهد بن جبر -من طريق حميد- (أأَدْرَكَ عِلْمُهُمْ) (¬٣). (ز)

٥٧٧١٧ - عن الحسن البصري -من طريق عمرو بن عبيد- أنّه كان يقرأ: (بَلِ ادَّرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ). قال: اضْمَحَلَّ علمهُم في الدنيا حين عاينوا الآخرة (¬٤). (١١/ ٣٩٦)

٥٧٧١٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق الحسين- في قوله: {بَلِ ادّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ}، قال: كان يقرؤها: «بَلْ أدْرَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ»، قال: لم يبلغ لهم فيها علمٌ، ولا يصل إليها منهم رغبة (¬٥). (ز)

٥٧٧١٩ - عن عاصم بن أبي النجود أنّه قرأ: {بَلِ ادّارَكَ عِلْمُهُمْ} مثقلة مكسورة اللام، على معنى: تدارك (¬٦) [٤٨٩٩]. (١١/ ٣٩٥)
---------------
[٤٨٩٩] اختلف القُرّاء في قراءة قوله تعالى: {بل ادارك علمهم في الآخرة} على أربعة أوجه: أولها: بكسر اللام من {بل} وتشديد الدال من {ادراك} هكذا: {بَلِ ادّارَكَ}، بمعنى: بل تدارك علمهم، أي: تتابع علمهم بالآخرة. وهي قراءة عامة أهل المدينة سوى أبي جعفر، وعامة أهل الكوفة. والثاني: وقرأته عامة قرّاء أهل مكة: بسكون الدال وهمزة مفتوحة، هكذا: «بَلْ أدْرَكَ»، بمعنى: هل أدرك علمُهم علمَ الآخرة؟ وكذلك قرأها مجاهد ولكن مع إبدال «أم» بـ {بل}، هكذا: (أمْ أدْرَكَ). والثالث: بإثبات (ياء) في «بل»، ثم يبتدئ «أدّارَكَ» بهمزة مفتوحة وتشديد الدال، هكذا (بَلى أدّارَكَ)، على وجه الاستفهام. وهي قراءة لابن عباس. والرابع: بسكون الدال ومدّ الألف، هكذا (بَل آدْرَكَ)، بمعنى: لم يدرك علمُهم في الآخرة. وهي قراءة ابن مُحَيصِن.
ورجَّحَ ابنُ جرير (١٨/ ١٠٨) القراءتين الأولى والثانية؛ لأنهما المعروفتان في قَرَأَة الأمصار، وقال: «بأيتهما قرأ القارئ فمصيب عندنا». وعلَّقَ على قراءة ابن عباس هذه بقوله: «كأنّ ابن عباس وجَّهَ ذلك إلى أن مخرجه مخرج الاستهزاء بالمكذّبين بالبعث». ثم انتَقَدَها بقوله: «إنها وإن كانت صحيحة المعنى والإعراب، فخلاف لما عليه مصاحف المسلمين، وذلك أنّ في (بَلى) زيادة ياء في قراءته ليست في المصاحف، وهي مع ذلك قراءة لا نعلمها قرأ بها أحد من قرّاء الأمصار». ونقل إنكار أبي عمرو بن العلاء لقراءة ابن محيصن، فقال (١٨/ ١٠٦ - ١٠٧): «كان أبو عمرو بن العلاء يُنكر -فيما ذُكِر عنه- قراءة من قرأ: (بَلْ آدْرَكَ)، ويقول: إنّ» بل «إيجاب، والاستفهام في هذا الموضع إنكار». ثم قال (١٨/ ١٠٨): «الذي قال فيها أبو عمرو قول صحيح؛ لأن العرب تحقق بـ» بل «ما بعدها، لا تنفيه، والاستفهام في هذا الموضع إنكار لا إثبات، وذلك أن الله قد أخبر عن المشركين أنهم من الساعة في شكّ، فقال: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنها بَلْ هُمْ مِنها عَمُونَ}».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٨/ ١٠٩، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩١٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٨/ ١٠٧.
وهي قراءة شاذة. انظر: مختصر ابن خالويه ص ١١١.
(¬٣) أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص ٥١.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن مسعود. انظر: مختصر ابن خالويه ص ١١١.
(¬٤) أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص ٢٦ مختصرًا، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩١٤.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن الأعرج. انظر: مختصر ابن خالويه ص ١١١.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١٨/ ١١٠، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩١٥ من طريق سعيد بن بشير، وزاد: يجهلهم ربهم.
(¬٦) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.

الصفحة 586