كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 16)

٥٧٨٧٠ - عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تخرج دابة الأرض، ولها ثلاث خرجات، فأول خرجة منها بأرض البادية، والثانية في أعظم المساجد وأشرفها وأكرمها، ولها عنق مُشْرِف، يراها مَن بالمشرق كما يراها مَن بالمغرب، ولها وجه كوجه إنسان، ومنقار كمنقار الطير، ذات وبر وزغب، معها عصا موسى، وخاتم سليمان بن داود، تنادي بأعلى صوتها: {إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}». ثم بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قيل: يا رسول الله، وما بعدُ؟ قال: «هنات وهنات، ثم خصب وريف حتى الساعة» (¬١). (١١/ ٤٠٤)

٥٧٨٧١ - عن حذيفة بن اليمان -من طريق أبي الطفيل- قال: إنّ للدابة ثلاث خرجات، خرجة تخرج في بعض البوادي، ثم تَنكَمِي (¬٢)، وخرجة تخرج في بعض القرى حتى تذكر وحتى تهريق الأمراء فيها الدماء، ثم تنكمي، فبينما الناس عند أشرف المساجد وأفضلها وأعظمها -حتى ظننا أنه يسمي المسجد الحرام، وما سماه- إذ ارتفعت بهم الأرض، فانطلق الناس هِرابًا، فلا يفوتها هارب، وتبقى عصابة من المسلمين، فيقولون: إنّه لا ينجينا مِن أمر الله شيء. فتخرج عليهم الدابة، فتجلو وجوههم مثل الكوكب الدري، ثم تنطلق، فلا يدركها طالِب، ولا يفوتها هارِب، ثم تأتي الرجلَ وهو يصلي، فتقول: أتتعوَّذُ بالصلاة؟! واللهِ، ما كنت مِن أهل الصلاة. فيلتفت إليها، فتخطمه، وتجلو وجه المؤمن، وتخطم الكافر، قال: قلنا: وما الناسُ يومئذ، يا حذيفة؟ قال: جيران في الرباع، وشركاء في الأموال، أصحاب في الأسفار (¬٣). (ز)

٥٧٨٧٢ - عن عائشة -من طريق أبي إسحاق- قالت: الدابة تخرج مِن أجياد (¬٤). (١١/ ٤٠٥)
---------------
(¬١) أخرجه ابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٣/ ٢٠ - ٢١ للزيلعي-، من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس به.
إسناده ليّن؛ فيه محمد بن مسلم الطائفي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٢٩٣): «صدوق، يخطئ من حفظه».
(¬٢) تنكَمِي: تستتر. النهاية (كما).
(¬٣) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٨٤.
(¬٤) أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/ ١٨١.

الصفحة 612