كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 16)

حديث آخر لابنِ حِماسٍ
مالكٌ (¬١)، عن يونسَ بنِ يوسف، عن عطاءِ بنِ يسار، عن أبي أيوبَ الأنصاريِّ (¬٢)، أنَّه وجَد غِلمانًا قد ألْجَؤُوا (¬٣) ثعلئا إلى زاوية، فطرَدهم عنه. قال مالك: لا أعلمُ إلا أنه قال: أفي حَرَم رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يُصنَعُ هذا؟
قال التِّنِّيسيُّ (¬٤) في هذا الحديث عن مالك فيه: أفي حَرَم الله؟ وقال مَعْنٌ وغيرُه عن مالك فيه: أفي حَرَم رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟ كما قال يحيى.
وقد تقدَّم القولُ في تحريم المدينةِ وحدودِ حَرَمِها في الصيدِ وغيرِه في بابِ ابنِ شهاب، عن سعيدِ بنِ المسيِّب من هذا الكتاب (¬٥)، وفي باب عَمْرو بنِ أبي عَمْرو (¬٦) أيضًا.
ولم يختلفِ الرواةُ (¬٧) فيما علِمتُ عن مالك في اسم شيخِه في هذا الحديث،
---------------
(¬١) الموطّأ ٢/ ٤٦٨ (٢٦٠١).
(¬٢) "الأنصاري" لم ترد في الأصل، وهي ثابتة في بقية النسخ والموطأ.
(¬٣) أي: اضطَرُّوا.
(¬٤) وهو عبد الله بن يوسف، ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير ٤/ ١٣٧ (٣٩١٨) باللفظ الذي ذكره عنه المصنف.
(¬٥) في أثناء شرح الحديث الأول لابن شهاب الزهري، عنه، وقد سلف في موضعه، وهو في الموطأ ٢/ ٤٦٧ - ٤٦٨ (٢٦٠٠).
(¬٦) وهو أبو عثمان، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزوميُّ، عن أنس بن مالك، وله حديث واحد، وقد سلف في موضعه، وهو في الموطأ ٢/ ٤٦٧ (٢٥٩٩).
(¬٧) رواه عن مالك: أبو مصعب الزُّهريُّ (١٨٥٦)، وسويد بن سعيد (٦٧٦)، وعبد الله بن وَهْب المصري عند الطحاوي في شرح معاني الآثار ٤/ ١٩٢ (٦٣٠٢)، وعبدُ الله بن مسلمة القعنبيُّ عند إسماعيل القاضي في مسنده (١٢٠) والشاشيِّ في مسنده (١١٠٨) والجوهريِّ في مسند الموطأ (٨٢٩) والطبراني في الكبير ٥/ ١٢٦ (٤٨٣٠)، والخطيب البغداديِّ في موضح =

الصفحة 12