كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 16)

قال أبو عُمر: هذا ابنُ عُمرَ روَى: "أعفُوا اللِّحى". وفهِمَ المعنى، فكان يفعَلُ ما وصَفْنا. وقال به جماعةٌ من العلماءِ في الحجِّ وغيرِ الحجِّ.
وروَى ابنُ وَهْب، قال (¬١): أخبَرني أبو صَخْر، عن محمدِ بنِ كَعْب في قوله: {لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} [الحج: ٢٩]. قال: رمْيُ الجِمار، وذبْحُ الذبيحة، وحَلْقُ الرأس، والأخذُ من الشاربِ واللِّحيةِ والأظفار، والطوافُ بالبيتِ وبالصفا والمروة.
وكان قتادةُ يكرَهُ أن يأخُذَ من لحيتِه إلا في حجٍّ أو عُمْرة، وكان يأخُذُ من عارضَيْه.
وكان الحسنُ يأخُذُ من طولِ لحيتِه (¬٢).
وكان ابنُ سيرينَ لا يَرى بذلك بأسًا (¬٣).
وروَى الثوريُّ، عن منصور، عن عطاء، أنه كان يُعفي لحيتَه إلا في حجٍّ أو عُمْرة. قال منصور: فذكَرتُ ذلك لإبراهيم، فقال: كانوا يأخُذون من جوانبِ اللِّحية (¬٤) (¬٥).
---------------
(¬١) في تفسير القرآن من الجامع له/ الجزء الثاني (١٤٣)، ومن طريقه أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره ١٨/ ٦١٢، أبو صخر: هو حُميد بن زياد الخراط، صاحب العَبَاء، وهو صدوق حسنُ الحديث كما في تحرير التقريب (١٥٤٦).
(¬٢) المصنَّف لابن أبي شيبة (٢٥٩٩٥) و (٢٦٠٠٠).
(¬٣) المصنَّف لابن أبي شيبة (٢٦٠٠٠).
(¬٤) أخرجه البيهقيُّ في شعب الإيمان ٥/ ٢٢٠ (٦٤٣٨) من طريق سفيان الثوري، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة قي المصنَّف (٢٥٩٩٣) من طريق شعبة بن الحجاج، عن منصور بن المعتمر، به. عطاء: هو ابن أبي رباح.
(¬٥) كتب ناسخ الأصل في الحاشية: "بلغت المقابلة بحمد الله وحسن عونه".

الصفحة 37