كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 16)

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمِ خَرَجَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهَا خِنْجَرٌ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَلْحَةَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا؟ قَالَتِ: اتَّخَذْتُهُ وَاللَّهِ إِنْ دَنَا مِنِّي رَجُلٌ بَعَجْتُ بِهِ بَطْنَهُ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ، [تَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ انْهَزَمُوا بِكَ] 1 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أُمَّ سُلَيْمٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وأحسن" 2. [3: 8]
__________
1. ما بين حاصرتين سقط من الأصل والتقاسيم، واستدرك من مصادر التخريج.
2. إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم.
وأخرجه أحمد 3/286، وابن سعد 8/425، ومسلم "1809" في الجهاد والسير: باب غزوة النساء مع الرجال، والطبراني 25/"291" من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 3/108-109 عن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، وانظر الحديث "4838".
وقول أم سليم: "اقتل من بعدنا" قال النووي في "شرح مسلم" 12/188: أي: من سوانا، والطلقاء: هم الذين أسملوا من أهل مكة يوم الفتح، سموا بذلك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من عليهم وأطلقهم، وكان في إسلامهم ضعف، فاعتقدت أم سليم أنهم منافقون، وأنهم استحقوا القتل بانهزامهم وغيره. وقولها: "انهزموا بك" الباء في "بك" هنا بمعنى "عن" أي: انهزموا عنك على حد قوله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} أي: عنه، وربما تكون للسببية، أي: انهزموا بسببك لنفاقهم.

الصفحة 153