كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 16)

حُمَّى أَخَذَتْهَا قَالَ: "فَلَعَلَّهُ مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ تُحَدِّثَ بِهِ" قَالَتْ: فَقَعَدَتْ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَئِنْ حَلَفْتُ لَا تُصَدِّقُونِي وَلَئِنِ اعْتَذَرْتُ لَا تَعْذِرُونِي فَمَثَلِي وَمَثَلُكُمْ مِثْلُ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] قَالَتْ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَا أَنْزَلَ فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ: بِحَمْدِ اللَّهِ لا بحمد أحد1. [3: 8]
__________
1 رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيته أم رومان، فقد روى لها البخاري.
ابْنُ فُضَيْلٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غزوان، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي، وشقيق: هو أبو وائل شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجدع.
قلت: وقد استشكل قول مسروق: سألت أم رومان ... فإن أم رومان ماتت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسروق ليست له صحبة، لأنه إنما قدم المدينة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر أو عمر؟ قال الخطيبب فيما نقله عنه المزي في "الأطراف" 13/79: هذا حديث غريب من رواية أبي وائل، عن مسروق، عن أم رومان، لانعلم رواه عنه غير حصين بن عبد الرحمن، وفيه إرسال، لأن مسروقاً لم يدرك أم رومان، وكانت وفاتها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مسروق يرسل رواية هذا الحديث عنها، ويقول: "سئلت أم رومان"، فوهم حصين فيه، إذ جعل السائل لها مسروقاً، اللهم إلا أن يكون بعض النقلة كتب: "سألت" بالألف، فإن من الناس من يجعل الهمزة في الخط ألفاً وإن كانت مكسورة أو مرفوعة، فيبرأ حينئذ حصين من الوهم فيه، على أن بعض الرواة قد رواه عن حصين على الصواب. قال: وأخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" لما رأى فيه "عن مسروق" قال: "سألت أم رومان"، ولم تظهر له علته.
وقد تعقب كلام الخطيب هذا غير واحد من الأئمة، فقالوا: بل الذي. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .=

الصفحة 23