كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 16)

فَشَتَمَتْنِي فَسَكَتُّ أُرَاقِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْظُرُ إِلَى طَرْفِهِ هَلْ يَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَشَتَمَتْنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا فاستقبلها فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ"، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ أَكْثَرَ خَيْرًا وَأَكْثَرَ صَدَقَةً وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ وَأَبْذَلَ لِنَفْسِهَا فِي شَيْءٍ تَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا مِنْ زَيْنَبَ مَا عَدَا سُورَةً1 مِنْ غَرْبِ حِدَّةٍ كَانَ فِيهَا يُوشِكُ منها الفيئة2. [3: 8]
__________
1 تحرفت في الأصل و "التقاسيم" 2/410 إلى: "سودة"، وما بعدها سقط من الأصل، و "التقاسيم"، واستدرك من المصنف.
2 حديث صحيح. ابن أبي السري: هو محمد بن المتوكل، وقد روى له أبو داود، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو في "مصنف عبد الرزاق" "20925".
وأخرجه من طريق عبد الرزاق: أحمد 6/150 - 151، والنسائي 7/67 – 68 في عشرة النساء: باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض، والبغوي "3964".
وأخرجه البخاري "2581" في الهبة: باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض، من طريق هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة أطول منه.
وأخرجه أحمد 6/88، ومسلم "2442" في فضائل الصحابة: باب في فضل عائشة، والنسائي 7/64- 66 و66-67، والبيهقي 7/299 من طرق عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة.
وأخرجه البخاري تعليقاً بإير "2581" عن هشام بن عروة، عن رجل، عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن.
وقوله: "ما عدا سورة من غرب" قال البغوي: أي: ما خلا ثورة من حدة، والغرب: الحدة، يقال: في فلان غرب، أي: حدة، يقال للمعربد: سوار، لأنه يثور على الناس ويؤذيهم

الصفحة 39