كتاب صحيح ابن حبان - محققا (اسم الجزء: 16)

النِّسَاءُ, وَإِذَا أَهْلُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ, وَإِذَا الْكُفَّارُ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ" 1. [3: 2]
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: اطِّلَاعُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ مَعًا كَانَ بِجِسْمِهِ وَنَظَرِهِ الْعَيَانِ تَفَضُّلًا مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَيْهِ وَفَرْقًا فَرَقَ بِهِ بَيْنَهُ2 وَبَيْنَ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ فَأَمَّا الْأَوْصَافُ الَّتِي وَصَفَ أَنَّهُ رَأَى أَهْلَ الْجَنَّةِ بِهَا وَأَهْلَ النَّارِ بِهَا فَهِيَ أَوْصَافٌ صُوِّرَتْ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَعْلَمَ بِهَا مَقَاصِدَ نِهَايَةِ أَسْبَابِ أُمَّتِهِ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعًا لِيُرَغِّبَ أُمَّتَهُ بِأَخْبَارِ تِلْكَ الْأَوْصَافِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ لِيَرْغَبُوا وَيُرَهِّبَهُمْ بِأَوْصَافِ أَهْلِ النَّارِ لِيَرْتَدِعُوا عَنْ سلوك الخصال التي تؤديهم إليها.
__________
1 إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل.
وأخرجه مسلم "2736" في الذكر والدعاء: باب أكثر أهل الجنة الفقراء وأكثر أهل النار النساء، عن هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 5/205 و 209-210، والبخاري "5196" في النكاح: باب87، و "6547" في الرقاق: باب صفة الجنة والنار، ومسلم "2736"، والنسائي في "عشرة النساء" "383، والطبراني "421"، والبيهقي في "البعث" "193"، والبغوي "4063" و "4064" من طرق عن سليمان التيمي، به.
وقوله: "أهل الجَد" هو بفتح الجيم، قيل: المراد به أصحاب البخت والحظ في الدنيا والغنى والوجاهة بها، وقيل: أصحاب الولايات.
2 ساقطة من الأصل، واستدركت من "التقاسيم" 2/272.

الصفحة 495