كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 16)

علاقة حب ليس يخبو [1] زفيرها ... وعبرة دمع ماتني تترقرق
أمنك سرى البرق الذي هب موهنا ... كقلب محب يستكين ويخفق
سما أرجوانيا كأن وميضه ... شهاب بأذيال السماء معلق
فلله ما أهدى سناه وما هدى ... إلى ذي هوى بما يهيج ويقلق
وبهماء يجفوها الأنيس فلا يرى ... على متنها إلا سماء وسملق
ترى الآل ينزو من ضوئها كأنه ... - على الأكم منها حين يلمع- يلمق
هتفت [2] بها وهنا فتوا كأنما ... مخاميرهم من نشوة النوم أولق
فما زال عنها السير حتى تمايلت ... وحتى تشاكت [3] من أذى الأين أنيق
إلى ساحة قد حالف العز تربها ... ومن حرها عرف النبوة يعبق
بحيث محيا الدين أبهج أبلج ... وحيث ملأت الملك أفزع أفرق
وحيث عراص الجود رطب هواؤها ... يرف بها غرب الأماني ويورق
............... .......... [4] ... به الدين ينهي والمكارم تسرق
إلى الناصر الميمون أول قائم ... يهم بما يرضى الإله وينطق
يتيه به تاج الخلافة بهجة [5] ... بعليائه إذ زين التاج مفرق
نهوض بعبء الدين والملك ثابت [6] ... عن اللَّه للحق الجلي موفق
سلمت أمير المؤمنين لأمة ... لصوب ندى كفيك تحيى وترزق
بعثت لها ميت الرجا وهو داثر ... وأنجحت [7] سعي الظن والظن مخفق
وأوليتها من يمن رأيك منهجا ... له منظر بادي الوشاية مؤنق
تفيء ظلال العدل في أفنانه [8] ... ويأرج من ريّاه غرب ومشرق
__________
[1] في الأصل، (ب) : «بحو» .
[2] في (ب) : «هتف» .
[3] في الأصل: «تشالت» وفي (ب) : «فسالت» وفي (ج) : «وتسالت» .
[4] بياض في كل النسخ مكان النقط.
[5] في الأصل، (ب) : «مهجة» .
[6] في (ب) : «نائب» .
[7] في الأصل، (ب) : «ألحجت» ، وفي (ج) : ط ألححت» .
[8] في الأصل، (ب) : «أمناته» .

الصفحة 143