كتاب تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (اسم الجزء: 16)

أخبرني الحسن بن سفيان، حدثنا أبو كامل الفضيل بن الحسين، حدثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءَ كَفٍّ مِنْ دَمٍ حَرَامٍ يُهْرِقُهُ- كَأَنَّمَا يَذْبَحُ دُجَاجَةً كُلَّمَا تَعَرَّضَ بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ-[فَلْيَفْعَلْ] ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يَجْعَلَ فِي بَطْنِهِ إِلا طَيِّبًا [فَلْيَفْعَلْ] ، إِنَّ أَوَّلَ مَا يَنْتَنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ» [1] .
سألت عبد الملك عن مولده فقال: في سنة الوفر وكانت سنة خمس عشرة وخمسمائة، وتوفي يوم السبت السابع عشر من صفر سنة ستمائة بالمارستان العضدي، دفن بمقبرته.
47- عَبْد الملك بْن المبارك بْن عَبْد الملك بن الحسن، أبو منصور بن أبي علي المعروف بابن القاضي:
من أهل الحريم الطاهري [2] ، شهد عند القاضي أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن أحمد الدامغاني في يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة فقبل شهادته وولي القضاء بالحريم ومدينة المنصور وما يليها مدة، ثم عزل عن القضاء وبقي على عدالته، وكان شيخا نبيلا متدينا، كثير الصدقة وفعل الخير، خاشعًا غزير الدمعة، حسن الأخلاق حلو الألفاظ، حفظة للحكايات ذا سمت حسن ووقار وحشمة وهيبة، سمع الحديث من أبي منصور [3] عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبي بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبي العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنا وغيرهم، كتبت عنه وكان صدوقا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مَنْصُورٍ عَبْد الْمَلِكِ بْن الْمُبَارَكِ بْن عَبْد الْمَلِكِ قِرَاءَةً عليه، أنبأنا أبو
__________
[1] في النسخ: «الظاهري» .
[2] في الأصل: «محمد بن عبد الرحمن بن محمد» .
[3] انظر الحديث في: صحيح مسلم، كتاب الفضائل 26. ومسند أحمد 4/395. والمستدرك 2/604.

الصفحة 67