كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 16)

وأعطى ربيعة فرسه، فسمّوا ربيعة الفرس، وأعطى أنمارا جارية له تسمّى بجيلة فحضنت بنيه «1» ، فسمّى بجيلة أنمار.
وقد تقدم ذكر خبر أولاد نزار فى الأمثال عند قولهم: «إن العصا من العصيّة «2» » ، و «إن خشينا من أخشن «3» » ، وقصتهم مع الأفعى الجرهمىّ «4» ، وهو فى الباب الأوّل من القسم الثانى من الفن الثانى فى السفر الثالث من هذه النسخة من كتابنا هذا «5» .
قال ابن الأثير الجزرىّ «6» : «ومضر أوّل من حدا، وكان سبب ذلك أنه سقط عن بعيره، فانكسرت يده فجعل يقول: يا يداه! يا يداه! فأتته الإبل من المرعى، فلما صلح وركب حدا، وكان من أحسن الناس صوتا. وقيل بل انكسرت يد مولى له فصاح، فاجتمعت الإبل، فوضع مضر الحداء وزاد الناس فيه» .
قال السّهيلى: وفى الحديث: «لا تسبّوا ربيعة ولا مضر فإنهما كانا مؤمنين «7» » وروى عبد الملك بن حبيب بسنده إلى سعيد بن المسيّب أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تسبّوا مضر فإنه كان مسلما على ملة إبراهيم «8» » . وعن عبد الملك بن حبيب والزبير وجماعة: أن ربيعة ومضر الصّريح من ولد إسماعيل ابن إبراهيم، عليهما السلام. قال: وحدثنى أبو معاوية، عن ابن جريج، عن عطاء،

الصفحة 10