كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 16)
ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم ... قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
لا يقع الطّعن إلّا فى نحورهم ... وما لهم عن حياض الموت تهليل «1»
قال ابن إسحاق: فلما قال كعب فى قصيدته: «إذا عرّد السّود التنابيل» ، وإنما أراد معشر الأنصار، وخصّ المهاجرين من قريش بمدحته، غضبت الأنصار عليه، فقال بعد ذلك يمتدح الأنصار من قصيدة له:
من سرّه كرم الحياة فلا يزل ... فى «2» مقنب من صالحى الأنصار
ورثوا المكارم كابرا عن كابر ... إنّ الخيار «3» هم بنو الأخيار
المكرهين السّمهرىّ بأذرع ... كسوالف «4» الهندىّ غير قصار
والناظرين بأعين محمرّة ... كالجمر غير كليلة الإبصار
والبائعين نفوسهم لنبيّهم ... للموت يوم تعانق وكرار «5»
يتطهّرون «6» يرونه نسكا لهم ... بدماء من علقوا من الكفّار
دربوا كما دربت ببطن خفيّة «7» ... غلب الرّقاب من الأسود ضوارى
وإذا حللت ليمنعوك إليهم ... أصبحت عند معاقل الأغفار «8»
الصفحة 438
464