كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 16)

ضربوا عليّا يوم بدر ضربة ... دانت لوقعتها جميع نزار «1»
لو يعلم الأقوام علمى كلّه ... فيهم لصدّقنى الذين أمارى
قوم إذا خوت النجوم فإنهم ... للطارقين النازلين مقارى «2»
قال ابن هشام: ويقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين أنشد «بانت سعاد فقلبى اليوم متبول» : «لولا ذكرت الأنصار بخير، فإنّ الأنصار لذلك أهل» .
ذكر حج أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه بالناس وأذان علىّ رضى الله عنه بسورة براءة
قال: وفى ذى القعدة سنة تسع من الهجرة، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصدّيق رضى الله عنه أميرا على الحاج ليقيم للمسلمين حجهم، والناس من أهل الشرك على منازلهم من حجهم، فخرج أبو بكر رضى الله عنه ومن معه من المسلمين، ثم نزلت سورة براءة فى نقض ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين من العهد الذى كانوا عليه فيما بينهم وبينه، ألّا يصدّ عن البيت أحد جاءه ولا يخاف أحد فى الشهر الحرام، وكان عهدا عاما بينه وبين الناس من أهل الشرك، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه فقال:
«اخرج بهذه القصة من صدر براءة، فأذّن فى الناس يوم النّحر إذا اجتمعوا بمنى

الصفحة 439