كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 16)

عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. فَسَأَلَهُ أَبُو صِرْمَةَ فَقَال: يَا أَبَا سَعِيدٍ! هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْعَزْلَ؟ فَقَال: نَعَمْ. غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ بَلْمُصْطَلِقِ
ــ
أنس الأنصاري المازني المدني الصحابي المشهور شهد بدرًا وما بعدها، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي أيوب الأنصاري في التوبة، ويروي عنه (م عم) وعبد الله بن محيريز ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم، قال الحافظ في النكاح: صحابي مشهور، ثم قال في القدر: مختلف في صحبته (على أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته رجاله أربعة منهم مدنيون وواحد مكي وواحد إما بغدادي أو بلخي أو مروزي (فسأله أبو صرمة فقال) له في سؤاله: (يا أبا سعيد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر العزل) أي حكمه هل هو جائز أم حرام؟ وهو نزع الذكر من الفرج قبيل وقت الإنزال لينزل خارج الفرج خوفًا من حصول الولد (فقال) أبو سعيد الخدري: (نعم) سمعته صلى الله عليه وسلم وذلك إنا نحن (فزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بلمصطلق) أي غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع، وهذا نظير قولهم في بني العنبر بلعنبر، قال أهل الحديث: هذا أولى من رواية موسى بن عقبة أنه كان في غزوة أوطاس، والمصطلق -بضم الميم وسكون المهملة وفتح الطاء وكسر اللام بعدها قاف- وبنو المصطلق بطن شهير من خزاعة، قال أبو عمر: وغزوة المريسيع كانت سنة ست من الهجرة، قال أبو عمر: بنو المصطلق قوم من خزاعة كانت الوقعة بهم في موضع يقال له المريسيع من نحو قديد في سنة ست من الهجرة، وتُعرف هذه الغزوة بـ (غزوة المصطلق) وبـ (غزوة المريسيع) قال: وقد روى هذا الحديث موسى بن عقبة عن ابن محيريز عن أبي سعيد قال: أصبنا سبيًا من سبي أوطاس، قال: وهو سبي هوازن، وكان ذلك يوم حنين في سنة ثمان من الهجرة، قال: فوهم ابن عقبة في ذلك والله تعالى أعلم، وقد رواه أبو إسحاق السبيعي عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال: لما أصبنا سبي حنين سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل؟ فقال: "ليس من كل الماء يكون الولد" الحديث (قلت): الذي ذكره مسلم في كتابه عن علي بن أبي طلحة عن أبي الوداك عن أبي سعيد في هذا الحديث سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العزل؟ فقال: "ليس من كل الماء يكون الولد" ولم يذكر فيه سبي حنين ولا غيره وكذلك ما ذكره أبو عمر من

الصفحة 15