أعرضه عليه، فقال لي: ((ما سمعتُ من أبي حرفًا)). وفي رواية أخرى: ((ما سمعتُ من أبي شيئًا، إنما هذه كتب وجدناها عندنا عنه)). وزاد بعضهم: ((ما أدركتُ أبي إلا وأنا غلام)). (الكامل ١٠/ ٢٩).
قلنا: والأسانيد إلى موسى بن سلمة بهذه الروايات أسانيد صحاح.
القول الثاني: أن مخرمة سمع من أبيه، ولو شيئًا يسيرًا:
فأسند ابن عدي: عن علي بن المديني، قال: سمعت معن بن عيسى، يقول: ((مخرمة سمع من أبيه، وعرض عليه ربيعة أشياء من رأي سليمان بن يسار)).
قال علي: ((ولا أظن مخرمة سمع من أبيه كتاب سليمان، لعله سمع الشيء اليسير، ولم أجد أحدًا بالمدينة يخبرني عن مخرمة بن بُكير أنه كان يقول في شيء من حديثه: سمعت أبي)) (الكامل في ضعفاء ١٠/ ٣٠).
وقال أبو داود: ((لم يسمع مخرمة من أبيه إلا حديثًا واحدًا)) (السنن ٣/ ٣٧).
وقال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإنهما لم يخرجا مخرمة بن بكير؛ والعلة فيه أن طائفة من أهل مصر ذكروا أنه لم يسمع من أبيه لصغر سنه، وأثبت بعضهم سماعه منه)) (المستدرك على الصحيحين ٢/ ٢٤)،
وقال في موضع آخر: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ولسنا بمعذورين في ترك أحاديث مخرمة بن بكير أصلًا)) (المستدرك ٧/ ١٦١).
ويُستدل لأصحاب هذا القول: بما أسنده الفسوي في (المعرفة والتاريخ ١/ ٦٦٣) عن إبراهيم بن المنذر قال: حدثني ابن أبي أويس قال: قرأت في كتاب مالك بن أنس بخط مالك قال: وصلتُ الصفوف حتى قمت إلى جنب