كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 17)

في حفظه؛ ولذا قال الحافظ: " ثقة عابد، إلا أنه لما كَبِر ساء حفظه، وكتابه صحيح" (التقريب ٧٩٨٥).
وقد استَدل ابن حجر بروايته هذه على أن عليًّا رضي الله عنه كان حاضرًا سؤال المقداد كما سبق. وصححه الألباني في (صحيح سنن النسائي ١/ ٥٨).
قلنا: لكن قوله: ((فَقُلْتُ لِرَجُلٍ جَالِسٍ إِلَى جَنْبِي)) شاذٌ لا يثبت.
فقد رواه ابن خزيمة (٢٠) عن أحمد بن مَنيع، ويعقوب بن إبراهيم، ومحمد بن هشام، وفَضَالة بن الفضل الكوفي.
ورواه ابن الجارود (٦) - ومن طريقه ابن بشكوال (٢/ ٥١٣) - عن محمد بن هشام المروزي.
ورواه عبد الله بن أحمد في (زوائده على المسند ١٠٧١) عن أبي بحر عبد الواحد بن غياث البصري، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر، وسفيان بن وكيع، وأحمد بن محمد بن أيوب.
ثمانيتهم: عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، به. وفيه عندهم: ((فَأَمَرْتُ رَجُلًا فَسَأَلَهُ)).
ولم يذكر واحد منهم في روايته الزيادة التي عند النسائي في وصف الرجل؛ مما يدل على شذوذها، أو أن أبا بكر بن عياش حَدَّث به هنادًا بأخرة بعدما ساء حفظه، فزاد فيه هذه الزيادة، ولم يُتابَع عليها.
بينما توبع أبو بكر بن عياش على اللفظ الذي رواه عنه الجماعة، تابعه الثوري وزائدة. وتقدمت روايتهما.

الصفحة 138