كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 17)

"وحديث هشام عن أبيه عن علي ليس بمتصل، إلا أن ابن إسحاق قال: عن عروة عن المقداد عن علي" (شرح مغلطاي ٢/ ١٠٢).
ولذا قال مغلطاي: "فإن كان لم يسمعه من علي، كان متصلًا بوساطة المقداد كما ذكره أبو داود" (شرح مغلطاي على ابن ماجه ٢/ ١٠٢).
ولكن رواية ابن إسحاق تلك معلة بالمخالفة، وسيأتي ذكرها قريبًا.
وقد خالف الشيخ أحمد شاكر القول بانقطاعه، فذهب في تعليقه على (المسند ٢/ ٤٠) إلى تصحيح سماع عروة من علي رضي الله عنه.
واستظهره الألباني في (صحيح أبي داود ١/ ٣٧٧).
وما استدل به الشيخ شاكر هو دليل قوي على انقطاعه، وليس العكس، وهو ما سيأتي في:
الوجه الثاني: عن هشام عن أبيه عن حديث حدثه عن علي مرفوعًا، به.
رواه أبو داود في (السنن ٢٠٨) قال حدثنا القعنبي, قال: حدثنا أبي, عن هشام بن عروة, به.
فقوله: "حدثه" إن قرئ مبنيًّا للمجهول دل على وجود واسطة بينهما؛ ولذا قال مغلطاي - معقبًا على المنذري -: "لا حاجة بنا إلى ذكر قول أبي حاتم: (عروة عن علي مرسل)؛ لكونه صرح في نفس السند بالانقطاع بقوله: (حدثه عن علي) " (شرح ابن ماجه ٢/ ١٠٢).
الوجه الثالث: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المقداد، عن علي مرفوعًا، بنحوه دون ذكر ((الأنثيين)).
رواه أحمد في (المسند ١٦٧٢٥، ٢٣٨٠٨)، وغيره: من طريق محمد بن

الصفحة 148