إسحاق عن هشام، به.
ورجاله ثقات غير محمد بن إسحاق، صدوق يدلس، وقد عنعن.
كما أن ذِكرَ (المقداد) وَهْمٌ من ابن إسحاق؛ لمخالفة الجماعة له على عدم ذكره. وابن إسحاق لا يقوى على مخالفة الثوري وحده، فكيف بمن معه؟ !
وقد أشار أبو داود إلى ذلك، فقال: ((ورواه المفضل بن فضالة والثورى وابن عيينة، عن هشام، عن أبيه، عن عليّ (¬١). ورواه ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن المقداد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يذكر (أنثييه))) (السنن عقب ٢٠٨).
وقال الدارقطني: "وخالفه أصحاب هشام بن عروة، منهم: سفيان الثوري، وحماد بن زيد، ويحيى بن سعيد القطان، وسفيان بن عيينة، وجرير، ووكيع، وعمر بن علي المُقَدَّمي، وابن جريج، وليث بن سعد، وعبدة بن سليمان، وأبو حمزة، ومفضل بن فضالة ... وغيرهم، فرووه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن علي. لم يذكروا فيه المقداد. وقولهم أَوْلى بالصواب من قول ابن إسحاق؛ لاتفاقهم على خلافه" (العلل ٢٩٦).
---------------
(¬١) - جاء في مطبوع السنن قبل هذه العبارة بقليل: ((قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ وَجَمَاعَةٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِقْدَادِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))! !
وهذا خلاف ما ذُكر أعلاه، ففي العبارة اضطراب، والمذكور أعلاه هو الموافق لما في مراجع التخريج.
وقد نقل المزي في (التحفة ٧/ ٤٣٣٣)، وابن دقيق في (الإمام ١/ ٤٤٦) كلام أبي داود عن رواية الثوري، وليس فيه ذِكر للمقداد.