كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 17)

وهذا هو الطريق الثاني لهذه الرواية.
ورجاله ثقات، ولكن الحسن البصري رأى عليًّا ولم يسمع منه كما قال أبو زرعة وغير واحد من الأئمة. انظر (المراسيل لابن أبي حاتم ص ٣١)، و (جامع التحصيل ص ١٦٢).
وعليه: فالسند منقطع.
ومنصور بن زاذان وإن كان ثقة، فقد خالفه أشعث بن عبد الملك، فرواه البزار (٥٥٢) من طريق أشعث، عن الحسن عن علي مرفوعًا، مقتصرًا على قوله: ((فِيهِ الوُضُوءُ))، ولم يذكر: ((إِنَّ كُلَّ فَحْلٍ يُمْذِي، فَإِذَا كَانَ المَنِيُّ فَفِيهِ الغُسْلُ)).
ورواية أشعث هذه مُوافِقة لما رواه ابن الحنفية عن علي، كما تقدم في الصحيحين.
قلنا: ورواية منصور عن الحسن بهذه الزيادات انفرد بها هشيم عن منصور، كما تقدم، وهي إحدى أسانيد هشيم الثلاثة التي أشرنا إليها.
الإسناد الثالث: هشيم، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ المَذْيِ، فَقَالَ: ((فِيهِ الوُضُوءُ، وَفِي المَنِيِّ الغُسْلُ)).
رواه ابن أبي شيبة (٩٧١) عن هشيم، به.
وتابع ابنَ أبي شيبة:
الحسنُ بن عرفة، وحميد بن الربيع، عند الطوسي في (مستخرجه ٩٧).
وسعيد بن منصور، عند الطحاوي في (شرح معاني الآثار ١/ ٤٦).
وهذا إسناد رجاله ثقات، غير يزيد بن أبي زياد، وهو ((ضعيف، كَبِر

الصفحة 160