كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 17)

عن يزيد، بنحو رواية الجماعة المتقدمين، ولكن زاد فيه: ((وَتَغْسِلُهُ))، وهذه- والله أعلم- شاذة لمخالفة الجماعة المتقدمين وغيرهم لجرير فلم يذكروها.
وقد جاءت لها متابعة عند البزار (٦٢٩) فرواه عن محمد بن المثنى، عن محمد بن فُضيل، عن يزيد بسنده، فذَكَرها.
ولكن خالف ابنَ المثنى إسحاقُ بن إسماعيل، عند عبد الله في (زوائده على المسند ٨٩٠)، فرواه عن يزيد بدونها، وكذا لم يذكر ((غسل المني)).
ورواه أحمد في (المسند ٨٦٩)، عن عبيدة بن حميد، عن يزيد بن أبي زياد، بلفظ: ((فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ)) لم يجزم فيمن سأل النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر زيادة: ((وَتَغْسِلُهُ)).
قلنا: مدار هذه الروايات على يزيد بن أبي زياد، وهو القرشي الهاشمي الكوفي، ضَعَّفه ابن معين وغيره. وقال فيه الحافظ: "ضعيف، كبر فتغير، وصار يَتلقن، وكان شيعيًّا" (التقريب ٧٧١٧).
ومع هذا قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح، وقد رُوي عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم، من غير وجه".
وقال بدر الدين العيني: ((وهو جيد حسن، ورجاله ثقات)) (نخب الأفكار ١/ ٤٢٥).
فتعقبه مغلطاي فقال: ((وأما تصحيح الترمذي حديث يزيد ففيه نظر؛ لِما عُلِم من اختلاف نظره فيه: فتارة يصحح حديثه، وتارة يُحَسِّنه، وتارة يُضَعِّفه، وإذا صحح حديثًا استدركه عليه، اللهم إلا أن يكون تصحيحه حديثه بالنظر لما عضده من متابعات وشواهد وغير ذلك)) (شرح ابن ماجه

الصفحة 164