كتاب سؤالات حمزة للدارقطني

وقال (صلى الله عليه وسلم) : (لا تحدثوا الا عمن تقبلون شهادته) وهكذا سار السلف الصالح على هذا النهج، قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: (انظروا عمن تأخذون هذا العلم فانما هو الدين) وكذا قال أبو هريرة وابن سرين وغيرهم من علماء الامة الاسلامية ومحدثوها.
قال العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى: (القدح في الرواة واجب لما فيه من اثبات الشرع، ولما على الناس في ترك ذلك من الضرر في التحريم والتحليل وغيرهما) .
وقال ابن خلدون: (ومن علوم الحديث النظر في الاسانيد ومعرفة ما يجب العمل به (من) الاحاديث بوقوعه على السند الكامل الشرط لان العمل انما وجب بما يغلب على الظن هدفه من اخبار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيجتهد في الطريق التي تحصل ذلك الظن وهو بمعرفة رواة الحديث بالعدالة والضبط، وانما يثبت ذلك بالنقل عن اعلام الدين بتعديلهم وبراءتهم من الجرح والغفلة، ويكون لنا ذلك دليلا على القبول أو الترك) ولقد بذلك علماء الجرح والتعديل جهودا جبارة في دراسة احوال الرجال الذين نقلوا السنة النبوية، وقلبوهم ظهرا لبطن..وكانوا في دراستهم في غاية التقوى والورع، الموضوعية والتجرد عن الهوى والمحاباة..ولقد برز جهابذة اختصوا بهذا الفن..ومن هؤلاء الامام الحافظ أبو
الحسن علي بن عمر الدارقطني، حيث اتجه إليه المحدثون والنقاد يسالونه عن الجرح والتعديل، وعلل الحديث.. (5)

الصفحة 7