كتاب عش مع الخلفاء والملوك

وتجهز جهازا لم يتجهزه خليفة قبله قط من السلاح، والعدد، والآلة، وحياض الأدم، والروايا، والقرب، وغير ذلك، فأنكى في العدو نكاية عظيمة، ونصب على عمورية المجانيق وفتحا، وقتل ثلاثين ألف وسبى مثلها، وكان في سبيه ستون بطريقا، ثم أحرقها وهي من أجل فتح وقع في الإسلام (¬1).
وقد كان مع المعتصم خالد بن عمران الزهراني؛ وهو خالد بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة بن عبيد بن لبيد بن مجاسر بن سليمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب.
وفي ذلك قال أبو تمام حبيب بن أوس الطائي:
السَيفُ أَصدَقُ أَنتباءً مِنَ الكُتُبِ ... في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ
بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في ... مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ
وَالعلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً ... بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ
أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما ... صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ
تَخَرُّصاً وَأَحاديثاً مُلَفَّقَةً ... لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ
عَجائِباً زَعَموا الأَيّامَ مُجفِلَةً ... عَنهُنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِ
وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍ ... إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ
وَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتَّبَةً ... ما كانَ مُنقَلِباً أَو غَيرَ مُنقَلِبِ
¬_________
(¬1) أخبار الدولة العباسية 1/ 412، والتنبيه والإشراف 1/ 305، والكامل في التأريخ 6/ 38، سمط النجوم العوالي 3/ 451، والكامل في التأريخ 6/ 38، 39، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء 1/ 82.

الصفحة 58