كتاب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ ت الظفيري
¬"وحمل الناس من أهلهما والقادمين عليهما عنه الكثير جدًّا رواية ودراية، وحصلوا من تصانيفه جملة .... ".
* (٦) أعماله:
إن مقدرة السخاوي العلمية، وتفوق موهبته، وقوة عزيمته، مكنته من تولي عدة أعمال مثل: التدريس، والإفتاء، والإملاء، والتصنيف، ولقد كان أهلًا لها، وقد وصفه ابن العماد بقوله (¬١): "لازم الاشتغال ... والتأليف، لم يفتر أبدًا".
* أما التدريس:
فقد أذن له شيوخه بالإقراء والإفادة، ومنهم شيخه ابن حجر (¬٢).
هذا وقد درَّس السخاوي في منزله وفي المدارس والمساجد.
ففي منزله يقول (¬٣): " ... كل ذلك مع ملازمة الناس له في منزله للقراءة دراية ورواية ... ".
أيضًا في المدارس، فمثلًا تولى التدريس في المدرسة الفاضلية (¬٤) على ما يُرجَّح ما قبل (٨٧٠ هـ) بتقرير من شيخه شرف الدين المناوي (ت ٨٧١ هـ) (¬٥) وتولى أيضًا
---------------
(¬١) انظر: الشذرات، ١٠/ ٢٣.
(¬٢) انظر: الضوء، ٨/ ٦.
(¬٣) المصدر نفسه، ٨/ ١٥.
(¬٤) هي: إحدى مدارس القاهرة نسبة لبانيها القاضي الفاضل عبد الرحمن بن علي بن الحسن اللخمي البيساني العسقلاني ثم المصري (ت ٥٩٦ هـ) بجوار داره في (٥٨٠ هـ) وأوقفها على الشافعية والمالكية. انظر: المقريزي، الخطط، ٤/ ٢٠٤؛ النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس، ١/ ٨٩ - ٩٠.
(¬٥) انظر: الضوء، ٨/ ٣١، ١٠/ ٢٥٤؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، ١/ ١٠٥.
الصفحة 15
805