كتاب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ ت الظفيري
¬أولًا: أنها خالية من التبجح بالتعليقات الكثيرة التي لا معنى لها في أكثر الأحيان.
الثاني: أن القدسي أشد أمانة وصدقًا وتواضعًا من هذه الاستشراقية العجماء ... ".
وقد دلل محمود شاكر على ذلك بأمثلة بين فيها بعض تعليقات روزنثال المطولة والسمجة (¬١) فيذهب إلى أن روزنثال (¬٢): "أساء في نشره [للكتاب] إساءة بالغة" ويختم نقده بقوله (¬٣): "وعسى أن تقول أيضًا أني كنت (حادًّا) مع البائس المسكين روزنتال مستهينًا به، لدرجة أني وصفته بالبائس المسكين. والقسم الثاني من هذا الكلام صحيح كل الصحة، أما مسألة (حادًّا) فليس الأمر كذلك، بل كنت (صريحًا مستقيمًا) لا ألتمس بنيات الطريق أروغ فيها بالتعريض والهمز واللمز والغمز وترميز الحواجب، وبالطبع هذا خلق أولئك لا خلقي ولا خلق أمتي إن شاء الله. وهذا البائس المسكين لو أنت قرأت كتابه (علم التاريخ عند المسلمين) لرأيته مسجورًا ضغنًا وخبثًا وجهلًا أيضًا، وسائر ما وصفت هنا وفي غير هذا الموضع من أخلاق الاستشراق".
الثاني: الثناء والتوثيق.
ويمثله مترجم الكتاب د. صالح أحمد العلي، حيث يقول (¬٤): "غير أن النشرة الحالية تتميز على النشرة الأولى بميزات: فهي قد قورنت بمخطوطة ليدن التي لم يعتمد عليها الناشر الأول، وثبتت فيها الاختلافات في القراءات، وضبطت
---------------
(¬١) انظر: مقدمة تحقيق: ابن سلام، طبقات فحول الشعراء، ١/ ١٢٠ - ١٢٦. وسأذكر أمثلة لذلك فيما سيأتي لاحقًا.
(¬٢) المصدر نفسه، ١/ ١٢٠.
(¬٣) المصدر نفسه، ١/ ١٢٦.
(¬٤) انظر: مقدمة ترجمته، علم التاريخ عند المسلمين، ص ز - ح.
الصفحة 43
805