كتاب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ ت الظفيري

¬وبعد فلما كان الإشتغال بفن التاريخ للعلماء من أجل القربات، بل من العلوم الواجبات المتنوعة للأحكام الخمسة بين أولي الإصابات، ولكن لم أر في فضائله مؤلفًا يشفي الغليل، ويزيل الكربات، بحيث تطرق للتنقيص له ولأهله بعض أولي البليات، ممن هو ممتحن بالجليات فضلًا عن الخفيات، فأردت إتحاف العارفين السادات وكذا التائقين للأمور المفادات بما لا غناء عنه في هذا الشأن من المهمات، وأن أظهر ما فيه من الفوائد المأثورات، وأشهر كونه من الأصول المعتبرات، فأبدأ بتعريفه (١) لغة و (٢) اصطلاحًا و (٣) موضوعه و (٤) فوائده المعبر عنها بالثمرات و (٥) غايته و (٦) حكمه من الوجوب أو الإستحباب أو الإباحات و (٧) ما استنبط في الأدلة له من الكتاب والسنة وغيرهما بالطرق الواضحات و (٨) تقبيح من ذمه ممن قصر في الطاعات و (٩) ماذا على المعتني به من الشروط المقررات و (١٠) أول من أمر به وابتدأ وقته شهرًا وهجرة بتكرر الساعات والأوقات، ثم (١١) ما علمته فيه من المصنفات على اختلاف المقاصد في الأشخاص والجهات وغير ذلك من الفنون المتنوعات، ثم (١٢) من صنف فيه، وكذا (١٣) أئمة الجرح والتعديل مع عدم استيعابها وإن كنا أطلنا البحث عن ذلك والتفحصات فهذه عشرة فأزيد سد بها الباب المتطرف به للظلمات وسميته "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ" والله أسأل أن يحمينا جهل الجهال، ويكفينا سائر المهمات بالمغفرة في الماضي والحال والإستقبال، بمنه وكرمه.

١ - تعريف التاريخ لغة:
فالأول التاريخ في اللغة الإعلام بالوقت. يقال أرخت الكتاب وورخته، أي بينت وقت كتابته.
قال الجوهري: التاريخ تعريف الوقت، والتوريخ مثله:

الصفحة 85