كتاب الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ ت الظفيري

¬أما من الناحية الاعتقادية فهو على المذهب الأشعري، وهو المنتشر خصوصًا في مصر ذلك الوقت، والدليل هو تأويله صفة الرحمة لله تعالى بقوله (¬١): " ... ومن الرحيم: إرادة الخير بعبيده".
كذلك دخله شيءٌ من التصوف، ولا أدل على ذلك من قوله (¬٢): "نعم، دخلت في إجازة خَلْق من المعتبرين هي إلى الخصوص أقرب، وهي الاستجازة لأبناء صوفية الخانقاه (¬٣) البيبرسية (¬٤) وكنت إذ ذاك منهم".
ويذهب عبد الكريم الخضير وزميله (¬٥) إلى أنه من المحتمل أنه رجع عن مذهب التصوف بدلالة أمرين:
الأول: بقوله الآنف الذكر: "وكنت إذ ذاك منهم".
الثاني: ردُّه على الصوفي المنحرف ابن عربي في كتابه الذي سمَّاه "القول المُنْبِي في ترجمة ابن عربي" (¬٦).
ومهما يكن من أمر كان فيه بعض التصوف، لكنه لم يكن تصوفًا غاليًا مثل أرباب الطرق المنحرفة ونحوها، فالسخاوي لا يرى السماع والرقص ولا المنكرات التي
---------------
(¬١) انظر: السخاوي، فتح المغيث، ١/ ١٣، مع تعليق المحقق على هذه المسألة؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، ١/ ١٤١ - ١٤٣.
(¬٢) انظر: فتح المغيث، ٢/ ٤٢١.
(¬٣) الخانقاه: مكان مُعَدٌّ لأتباع الطرق الصوفية. انظر: مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٥٨.
(¬٤) هي: خانقاه بالقاهرة بناها الظاهر بيبرس قبل تولي السلطنة. انظر: المقريزي، الخطط، ٤/ ٢٨٥.
(¬٥) انظر: مقدمة تحقيق: فتح المغيث، ١/ ٧٤.
(¬٦) انظر: نسخه ومخطوطاته وتفصيل محتواه: مشهور حسن، مؤلفات السخاوي، ص ١٣٧ - ١٣٨؛ بدر العماش، الحافظ السخاوي، ١/ ٣٠٦ - ٣٠٨.

الصفحة 9