كتاب تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول

وقيل: لا يعلل بهذين، والأظهر: بلى اتفاقًا إن ظهر المقصود في غالب صور الجنس، وإلا فلا.
وكذا قول ابن عَقِيل وغيره: السفر مشقته عامة، ويختلف قدرها (¬1).
ولو فات يقينًا، كلحوق نسب مشرقي بمغربية ونحوه، لم يعلل به، خلافًا للحنفية (¬2).
والمناسب دنيوي ضروري أصلًا، وهو أعلى مراتبها، وهي الخمسة التي روعيت في كل ملة: حفظ الدين، فالنفس، فالعقل، فالنسل، فالمال، والعِرْض. ومكمله كحفظ العقل بالحد بقليل مسكر (¬3).
وحاجي، كبيع ونحوه، وبعضها أبلغ، وقد يكون ضروريًّا، كشراء ولي ما يحتاجه طفل ونحوه. ومكمله، كرعاية كفاءة، ومهر مثل، في تزويج صغيرة (¬4).
وتحسيني، غير معارض القواعد، كتحريم النجاسة، وسلب المرأة عبارة عقد النكاح، لا العبد أهلية الشهادة على أصلنا. أو معارض، كالكتابة (¬5).
وكون حفظ العقل ضروريًّا في كل ملة فيه نظر؛ فإن الكتابي لا يحد عندنا على الأصح، ولا عندهم (¬6).
¬__________
(¬1) انظر: أصول ابن مفلح (3/ 1281).
(¬2) راجع: المرجع السابق.
(¬3) راجع: المرجع السابق (3/ 1282).
(¬4) راجع: المرجع السابق.
(¬5) راجع: المرجع السابق.
(¬6) راجع: المرجع السابق (3/ 1283).

الصفحة 290