كتاب تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول

وكان نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل البعثة متعبدًا في الفروع بشرع من قبله مطلقًا عند القاضي، والحَلْواني، وغيرهما، وأومأ إليه أحمد، وقيل: معين، فقيل: آدم، أو نوح، أو إبراهيم، اختاره ابن عَقِيل، والمجد، والبَغَوِي، وابن كثير (¬1)، وجمع. أو موسى، أو عيسى (¬2).
ومنع الحنفية، والمالكية، والبَاقِلَّاني، وغيرهم؛ لاستحالته عقلا عند المعتزلة، وشرعًا عند البَاقِلَّاني، والرازي، والآمدي. ولأحمد القولان، وتوقف أبو الخَطَّاب، والغزالي، والآمدي، وأبو المعالي، وقال هو وجمع: لفظية (¬3).
وعن المعتزلة: تعبد بشريعة العقل (¬4). وابن حمدان: بوضع شريعة اختارها. والطُّوفي: بالإلهام.
ولم يكن -صلى اللَّه عليه وسلم- على ما كان عليه قومه عند الأئمة، قال الإمام أحمد: "من زعمه فقول سوء" (¬5).
وبعدها تُعُبِّدَ بشرع من قبله عند أحمد، والشافعي، وأكثر أصحابهما، والحنفية، والمالكية (¬6).
¬__________
(¬1) هو: عماد الدين، أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، المحدث الحافظ المؤرخ، ولد بالشام سنة (701 هـ)، ورحل في طلب العلم، وتناقل الناس تصانيفه في حياته، توفي بدمشق سنة (774 هـ). من مؤلفاته: "البداية والنهاية"، و"شرح صحيح البخاري" ولم يكمله، و"طبقات الفقهاء الشافعيين"، "تفسير القرآن الكريم"، وغيرها. راجع ترجمته في: الدرر الكامنة (1/ 445 - 446).
(¬2) راجع: أصول ابن مفلح (4/ 1438).
(¬3) راجع: المرجع السابق (4/ 1438 - 1439).
(¬4) انظر: المرجع السابق (4/ 1439).
(¬5) انظر: أصول ابن مفلح (4/ 1440).
(¬6) راجع: المرجع السابق.

الصفحة 324