كتاب نور اللمعة في خصائص الجمعة

المؤمنين في الجنة وزيارتهم له، فيكون أقربهم منه أقربهم من الإمام، وأسبقهم إلى الزيارة أسبقهم إلى الجمعة، وروى يحيى بن يمان عن شريك، عن أبي اليقظان عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله عز وجل: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قال: يتجلى لهم في كل جمعة، وذكر الطبراني في معجمه من حديث أبي نعيم المسعودي، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيد قال: قال عبد الله سارعوا إلى الجمع، فإن الله عز وجل يبرز لأهل الجنة في كل جمعة في كثيب من كافور، فيكون منه في القرب على قدر تسارعهم إلى الجمعة، فيحدث الله سبحانه لهم من الكرامة شيئًا لم يكونوا قد رأوه قبل ذلك، ثم يرجعون إلى أهليهم، فيحدثونهم بما أحدث الله لهم قال: ثم دخل عبد الله المسجد، فإذا هو برجلين فقال عبد الله: رجلان وأنا الثالث إن يشاء الله يبارك في الثالث، وذكر البيهقي في الشعب عن علقمة بن قيس، قال: رحت مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلى جمعة، فوجد ثلاثة قد سبقوه، فقال: رابع أربعة وما رابع أربعة ببعيد، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس يجلسون يوم القيامة من الله على قدر رواحهم إلى الجمعة الأول، ثم الثاني ثم الثالث، ثم الرابع قال: وما أربع أربعة ببعيد". قال الدارقطني: حدثنا أحمد بن سليمان بن الحسن، حدثنا محمد عثمان بن محمد، حدثنا مروان بن جعفر، حدثنا نافع أبو الحسن مولى بني هاشم، حدثنا عطاء بن أبي ميمون، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم، فأحدثهم عهدا بالنظر إليه من بكر في كل جمعة، وتراه المؤمنات يوم الفطر، ويوم النحر"، حدثنا محمد بن نوح، حدثنا محمد بن موسى بن سفيان السكري، حدثنا عبد الله بن الجهم الرازي عمرو بن أبي قيس، عن أبي طيبة عن عاصم عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة السوداء، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة يعرضها الله عليك لتكون لك عيدا، ولقومك من بعدك وما لنا فيها قال: لكم فيها خير أنت فيها الأول، واليهود والنصارى من بعدك، ولك فيها ساعة لا يسأل الله عز وجل عبد فيها شيئا هو له قسم إلا أعطاه، أو ليس قسم إلا أعطاه أفضل منه، وأعاذه الله من

الصفحة 147