كتاب نور اللمعة في خصائص الجمعة

ابن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت ليلة الجمعة، أو يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".
وفي لفظ إلا برئ من فتنة القبر، وفي لفظ إلا وقي الفتان.
قال الحكيم الترمذي: وحكمته أنه انكشف الغطاء عما له عند الله؛ لأن جهنم لا تسجر في هذا اليوم، وتغلق فيه أبوابها، ولا يعمل فيه سلطانها ما يعمل في سائر الأيام، فإذا قبض الله فيه عبدا كان دليلا لسعادته وحسن مآبه، وأنه لم يقبض في هذا اليوم العظيم إلا من كتب له السعادة عنده، فلذلك يقيه فتنة القبر؛ لأن سببها إنما هو تمييز المنافق من المؤمن.
الخصوصية الثامنة والأربعون: رفع العذاب عن أهل البرزخ فيه
قال اليافعي في روض الرياحين: بلغنا أن الموتى لم يعذبوا ليلة الجمعة تشريفا لهذا الوقت.
قال: ويحتمل ذلك بعصاة المسلمين دون الكفار.
الخصوصية التاسعة والأربعون: اجتماع الأرواح فيه
106- أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب، عن رجل من آل عاصم الجحدري، أن رأى عاصمًا الجحدري في النوم، فقال له: أنا في روضة من رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة، وصبيحتها إلى أبي بكر بن عبد الله المزني، فنتلاقى أخباركم قلت: هل تعلمون بزيارتنا قال: نعلم بها عشية الجمعة، ويوم الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس، قلت: وكيف ذلك دون الأيام كلها قال: لفضل يوم الجمعة وعظمه.

الصفحة 62