كتاب نور اللمعة في خصائص الجمعة

122- ولمسلم عن أبي هريرة، وحذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا ليوم الجمعة".
__________
= وإن الجمعة أول الأسبوع شرعا، ويدل على ذلك تسمية الأسبوع كله جمعة، وكانوا يسمون الأسبوع سبتًا.
وفيه بيان واضح لمزيد فضل هذه الأمة على الأمم السابقة زادها الله تعالى. ا. هـ.
انظر شرح السنة 4-200، فتح الباري 1-345، 2-282، 11-517، 12-216، 123- مسند أحمد 2-342، 504، الدارقطني 2-3 المشكاة 1354- بدائع المنن 428- الزهد لابن المبارك 2-114.
- ابن خزيمة 1720- البيهقي 3-170، 188.
122- مسلم النووي 2-508.
وقال النووي: قوله "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا".
فيه دلالة لمذهب أهل السنة أن الهدى والإضلال، والخير والشر كله بإراداة الله وهو فعله خلافا للمعتزلة، وانظر ابن ماجه رقم 1083- النسائي الجمعة باب 1- الترغيب والترهيب 1-492- كنز العمال رقم 21052- القرطبي 10-200- تفسير ابن كثير 4-532- مجمع الزوائد 2-165 وعزاه الهيثمي للبزار ورجاله رجال الصحيح، وفيه زيادة "المغفور لهم قبل الخلائق" في آخره.
وقال ابن كثير 4-531 في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ} الآية "النحل 124"، قال: لا شك أن الله شرع في كل ملة يوم من الأسبوع يجتمع الناس فيه للعبادة، فشرع الله تعالى لهذه الأمة يوم الجمعة؛ لأنه "اليوم" السادس الذي أكمل الله فيه الخليفة، واجتمعت فيه النعمة على عباده،
ويقال: إنه تعالى شرع ذلك لبني إسرائيل على لسان موسى، فعدلوا عنه واختاروا السبت؛ لأنه اليوم الذي لم يخلق فيه الرب شيئا من المخلوقات الذي كمل خلقها يوم الجمعة فألزمهم تعالى به في شريعة التوراة، ووصاهم أن يتمسكوا به، وأن =

الصفحة 73