كتاب نور اللمعة في خصائص الجمعة

......................................................................................................
__________
ومن حجة هذا القول تشبيهها بليلة القدر، والاسم الأعظم في الأسماء الحسنى.
والحكمة في ذلك حث العباد على الاجتهاد في الطلب، واستيعاب الوقت بالعبادة بخلاف ما لو تحقق الأمر في شيء من ذلك لكان مقتضيا للاقتصار عليه، وإهمال ما عداه.
والرابع إنها تنتقل في يوم الجمعة، ولا تلزم ساعة معينة لا ظاهرة ولا مخفية.
قال الغزالي: هذا أشبه الأقوال، وذكره الأثرم احتمالا، وجزم به ابن عساكر وغيره.
وقال المحب الطبري: إنه الأظهر، وعلى هذا لا يتأتى ما قاله كعب في الجزم بتحصيلها.
الخامس إذا أذن المؤذن لصلاة الغداة.
ذكره شيخنا أبو الفضل في شرح الترمذي، وشيخنا سراج الدين بن الملقن في شرحه على البخاري، ونسباه لتخريج ابن أبي شيبة عن عائشة.
وقد رواه الروياني في مسنده عنها، فأطلق الصلاة ولم يقيدها.
ورواه ابن المنذر، فقيدها بصلاة الجمعة، والله أعلم.
السادس من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
رواه ابن عساكر من طريق أبي جعفر الرازي، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد عن أبي هريرة.
وحكاه القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو نصر بن الصباغ، وعياض القرطبي وغيرهم.
وعبارة بعضهم: ما بين طلوع الفجر، وطلوع الشمس.
السابع مثله وزاد، ومن العصر إلى الغروب.
رواه سعيد بن منصور عن خلف بن خليفة، عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد، عن أبي هريرة، وتابعه فضيل بن عياض، عن ليث عن ابن المنذر، وليث ضعيف، وقد اختلف عليه فيه كما ترى.
الثامن مثله وزاد: وما بين أن ينزل الإمام من المنبر إلى أن يكبر.
رواه حميد بن زنجويه في الترغيب له من طريق عطاء بن قرة، عن عبد الله

الصفحة 86