كتاب الزهد والورع والعبادة

الْفرس فِي آخيته يجول ثمَّ يرجع الى آخيته كَذَلِك الْمُؤمن يجول ثمَّ يرجع الى ربه قَالَ تَعَالَى وسارعوا الى مغْفرَة من ربكُم وجنة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض أعدت لِلْمُتقين الى قَوْله وَنعم أجر العاملين فَلم يقل لَا يظْلمُونَ وَلَا يذنبون بل قَالَ اذا فعلوا فَاحِشَة أَو ظلمُوا أنفسهم أَي بذنب آخر غير الْفَاحِشَة فعطف الْعَام على الْخَاص كَمَا قَالَ مُوسَى رب اني ظلمت نَفسِي وَقَالَت بلقيس رب اني ظلمت نَفسِي وَقَالَ تَعَالَى عُمُوما عَن أهل الْقرى الْمهْلكَة وَمَا ظلمناهم وَلكم ظلمُوا أنفسهم فظلموا أنفسهم بارتكابهم مَا نهوا عَنهُ وبعصيانهم لأنبيائهم وبتركهم التَّوْبَة الى رَبهم وَقَوله تَعَالَى ذكرُوا الله فاستغفروا لذنوبهم وَلِهَذَا قَالَ وَالله يُرِيد أَن يَتُوب عَلَيْكُم ثمَّ قَالَ يُرِيد الله أَن يُخَفف عَنْكُم وَخلق الانسان ضَعِيفا قَالَ مُجَاهِد وَغَيره يتبعُون الشَّهَوَات الزِّنَا وَقَالَ

الصفحة 13