كتاب رسالة المسترشدين

وبصره عَيبه
وَاعْلَم رَحِمك الله أَن الصدْق وَالْإِخْلَاص أصل كل حَال فَمن الصدْق يتشعب الصَّبْر والقناعة والزهد وَالرِّضَا والأنس
وَعَن الْإِخْلَاص يتشعب الْيَقِين وَالْخَوْف والمحبة والإجلال وَالْحيَاء والتعظيم
وَلكُل مُؤمن فِي هَذِه المقامات موطن يعرف بِهِ حَاله فَيُقَال لَهُ خَائِف وَفِيه الرَّجَاء وراج وَفِيه الْخَوْف وصابر وَفِيه الرِّضَا ومحب وَفِيه الْحيَاء
وَقُوَّة كل حَال وَضَعفه بِحَسب إِيمَان العَبْد ومعرفته
وَلكُل أصل من هَذِه الْأَحْوَال ثَلَاث عَلَامَات يعرف بهَا الْحَال
فالصدق فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء لَا تتمّ إِلَّا بِهِ صدق الْقلب بِالْإِيمَان تَحْقِيقا وَصدق النِّيَّة فِي الْأَعْمَال وَصدق اللَّفْظ فِي الْكَلَام
وَالصَّبْر فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء لَا تتمّ إِلَّا بِهِ الصَّبْر عَن محارم الله وَالصَّبْر على اتِّبَاع أَمر الله وَالصَّبْر عِنْد المصائب احتسابا لله

الصفحة 170