كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

104
للمنارات إلى قامة تحت الماء وبنوا أسسها بالصخور والحجارة السوداء واستمرت العمارة رغم عزل من وفي عليها أحياناً وموته أحياناً أخرى، وبنوا الموضع الموجود الآن والمعروف بموضع الجنائز وسقفوه ليجلس البواب تحته وصار هذا الموضع يمنزلة الصفة حيث يجلس فيه بعض الفقراء وربما بات فيه لأنه خارج عن أبواب المسجد كما استفيد منه في الصلاة في أوقات الزحام والمواسم، وجعلوا لأعمدة الروضة الشريفة ولأعمدة المسقوف من المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي أعمدة حدود المسجد النبوي علامات تدل على ذلك كما تقدم في موضوع الروضة الشريفة.
وتتميز هذه العمارة المجيدية باللون الأحمر مع الجمال والزخرفة والقباب والأعمدة الحجرية وكتابة الآيات والسور على الجدران وبداخل القباب ولا يزال الباقي من هذه العمارة متميزاً بطابعه وشكله الخاص وزاده بقاء بشكله حرص المملكة العربية السعودية على ذلك حيث ترمم منه ما احتاج إلى الترميم وتزين منه ما احتاج إلى الزينة من دون تغيير ولا خدش لطبيعته.
وكتب على الجدار القبلي أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وآيات قرآنية، وتمت كتابة ما كتب في جميع نواحي المسجد في خلال ثلاث سنين، تمت هذه العمارة سنة 1277 هـ وكلفت هذه العمارة 14000 كيس من الذهب وفي الكيس الواحد خمس ذهبات مجيدية، وعمل فيها 350 عاملاً دون الكتبة والمهندسين والمأمورين.

الصفحة 104