كتاب الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم

106
عام 1372 هـ وضع حجر أساس هذه التوسعة، وفي شعبان من نفس العام شرع في حفر الأساس للجهة الغربية من المسجد النبوي من جهة باب الرحمة، وفي ربيع الأول من عام 1373هـ وضعت أحجار أربعة في إحدى الزوايا للجدار الغربي.
كما أنشئ مكتب لمشروع توسعة الحرم النبوي الشريف يضم أكثر من خمسين موظفاً للقيام بجميع أعمال المشروع وألفت لجنة من كبار أهل المدينة لتقدير قيمة ما سيهدم من العقار لهذه التوسعة وقد بلغت مساحة ما انتزعت ملكيته للمشروع 22955 متراً مربعاً.
وأقيم مصنع خاص لصنع الأحجار الملونة السطوح وعمل فيه اربعمائة عامل من مهندسين وغيرهم كما عمل في الحرم النبوي نفسه أربعة عشر مهندساً يشرفون على أكثر من مائتي صانع من مصر وسورية واليمن والسودان وباكستان وحضر موت مع ألف وخمسمائة من الوطنيين السعوديين، واستجلبت مواد البناء اللازمة في البواخر إلى ينبع وبالناقلات الضخمة إلى المدينة.
وفي أوائل عام 1375 هـ أتمت التوسعة السعودية الأولى هذه ذات الطابع الأبيض الذي يميزها عن العمارة المجيدية ذات الطابع الأحمر.
وما إن مضى على هذه التوسعة زمن قليل حتى ظهرت بوادر الحاجة من جديد إلى توسعة أخرى للعوامل التي تقدم ذكرها فأصدر الملك فيصل رحمه الله أمره بتوسعة المسجد النبوي وهي التوسعة الثانية التي أدخلت معظم أحياء المدينة المنورة القريبة من المسجد في العهد النبوي مثل حي بني النجار وبني

الصفحة 106